من ملوك الافرنج وغنموا شيئا كثيرا من الأموال يقال كان من جملة ما غنموا سبعون قنطارا من الذهب والفضة وإنما كان جيش الاسلام يومئذ ألفين وخمسمائة فارس غير الرماة ولم يقتل منهم سوى إحدى عشر قتيلا وهذا من غريب ما وقع وعجيب ما سمع وفي يوم الخميس ثاني عشرين رجب عقد مجلس بدار السعادة للشيخ تقي الدين بن تيمية بحضرة نائب السلطنة وحضر فيه القضاة والمفتيون من المذاهب وحضر الشيخ وعاتبوه على العود إلى الافتاء بمسألة الطلاق ثم حبس في القلعة فبقي فيها خمسة أشهر وثمانية عشر يوما ثم ورد مرسوم من السلطان باخراجه يوم الاثنين يوم عاشوراء من سنة إحدى وعشرين كما سيأتي إن شاء الله تعالى وبعد ذلك بأربعة أيام أضيف شد الأوقاف إلى الأمير علاء الدين بن معبد الى ما بيده من ولاية البر وعزل بدر الدين المنكورسي عن الشام .
وفي آخر شعبان مسك الامير علاء الدين الجاولي نائب غزة وحمل الى الاسكندرية لأنه انهم انه يريد الدخول الى دار اليمن واحتيط على حواصله وأمواله وكان له بر وإحسان وأوقاف وقد بنى بغزة جامعا حسنا مليحا وفي هذا الشهر اراق ملك التتر ابو سعيد الخمور وابطل الحانات وأظهر العدل والاحسان إلى الرعايا وذلك انه أصابهم برد عظيم وجاءهم سيل هائل فلجؤا إلى الله D وابتهلوا إليه فسلموا فتابوا وأنابوا وعملوا الخير عقيب ذلك وفي العشر الأول من شوال جرى المال بالنهر الكريمي الذي اشتراه كريم الدين بخمسة وأربعين ألفا وأجراه في جدول إلى جامعه بالقبيبات فعاش به الناس وحصل به أنس إلى أهل تلك الناحية ونصبت عليه الاشجار البساتين وعمل حوض كبير تجاه الجامع من الغرب يشرب منه الناس والدواب وهو حوض كبير ومل مطهرة وحصل بذلك نفع كثير ورفق زائد أثابه الله وخرج الركب في حادي عشر شوال وأميره الملك صلاح الدين بن الاوحد وفيه زين الدين كتبغا الحاجب وكمال الدين الزملكاني والقاضي شمس الدين بن المعز وقاضي حماة شرف الدين البازري وقطب الدين ابن شيخ السلامية وبدر الدين بن العطار وعلاء الدين بن غانم ونور الدين السخاوي وهو قاضي الركب ومن المصريين قاضي الحنفية ابن الحريري وقاضي الحنابلة ومجد الدين حرمي والشرف عيسى المالكي وهو قاضي الركب وفيه كملت عمارة الحمام الذي عمره الجيبغا غربي دار الطعم ودخله الناس .
وفي أواخر ذي الحجة وصل إلى دمشق من عند ملك التتر الخواجه مجد الدين إسماعيل بن محمد ابن ياقوت السلامي وفي صحبته هدايا وتحف لصاحب مصر من ملك التتر وأشهر أنه إنما جاء ليصلح بين المسلمين والتتر فتلقاه الجند والدولة ونزل بدار السعادة يوما واحدا ثم سار الى مصر وفيها وقف الناس بعرفات موقفا عظيما لم يعهد مثله أتوه من جميع أقطار الأرض وكان مع