باب .
الامر بابلاغ الرسالة .
إلى الخاص والعام وأمره له بالصبر والاحتمال والاعراض عن الجاهلين المعاندين المكذبين بعد قيام الحجة عليهم وارسال الرسول الاعظم اليهم وذكر ما لقي من الاذية منهم هو وأصحابه Bهم قال الله تعالى وأنذر عشيرتك الاقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فان عصوك فقل إني بريء مما تعملون وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم وقال تعالى وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون وقال تعالى إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد أي أن الذي فرض عليك وأوجب عليك بتبليغ القرآن لرادك الى دار الآخرة وهي المعاد فيسألك عن ذلك كما قال تعالى فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون والآيات والاحاديث في هذا كثيرة جدا وقد تقصينا الكلام على ذلك في كتابنا التفسير وبسطنا من القول في ذلك عند قوله تعالى في سورة الشعراء وأنذر عشيرتك الاقربين وأوردنا أحاديث جمة في ذلك فمن ذلك قال الامام احمد حدثنا عبد الله ابن نمير عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما أنزل الله وأنذر عشيرتك الأقربين أتى النبي A الصفا فصعد عليه ثم نادى يا صباحاه فاجتمع الناس اليه بين رجل يجيء اليه وبين رجل يبعث رسوله فقال رسول الله A يا بني عبد المطلب يا بني فهر يا بني كعب أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني قالوا نعم قال فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب لعنه الله تبا لك سائر اليوم أما دعوتنا إلا لهذا وأنزل الله D تبت يدا أبي لهب وتب وأخرجاه من حديث الاعمش به نحوه وقال احمد حدثنا معاوية بن عمرو وحدثنا زائدة حدثنا عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الاقربين دعا رسول الله A قريشا فعم وخص فقال يا معشر قريش انقذوا أنفسكم من النار يا معشر بني كعب أنقذوا أنفسكم من النار يا معشر بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا معشر بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فاني والله لا أملك لكم من الله شيئا إلا أن لكم رحما سأبلها ببلائها ورواه مسلم من حديث عبد الملك بن عمير وأخرجاه في الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة له طرق أخر عن أبي هريرة في مسند أحمد وغيره وقال احمد ايضا حدثنا وكيع بن هشام عن أبيه عن عائشة