يجدوا شيئا حتى أكلوا العهن فأنزل الله تعالى ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون قال فدعا رسول الله A حتى فرج الله عنهم ثم قال الحافظ البيهقي وقد روى في قصة أبي سفيان ما دل على أن ذلك بعد الهجرة ولعله كان مرتين والله أعلم فصل .
ثم أورد البيهقي قصة فارس والروم ونزول قوله تعالى آلم غلبت الروم في أدنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ثم روى من طريق سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان المسلمون يحبون ان يظهر الروم على فارس لانهم أهل كتاب وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لانهم أهل أوثان فذكر ذلك المسلمون لابي بكر فذكره أبو بكر للنبي A فقال أما أنهم سيظهرون فذكر أبو بكر ذلك للمشركين فقالوا إجعل بيننا وبينك أجلا إن ظهروا كان لك كذا وكذا وإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا فذكر ذلك أبو بكر للنبي A فقال ألا جعلته أداة قال دون العشر فظهرت الروم بعد ذلك .
وقد أوردنا طرق هذا الحديث في التفسير وذكرنا أن المباحث أي المراهن لابي بكر أمية ابن خلف وأن الرهن كان على خمس قلايص وأنه كان إلى مدة فزاد فيها الصديق عن أمر رسول الله A وفي الرهن وأن غلبة الروم على فارس كان يوم بدر أو كان يوم الحديبية فالله أعلم .
ثم روى من طريق الوليد بن مسلم حدثنا أسيد الكلابي أنه سمع العلاء بن الزبير الكلابي يحدث عن أبيه قال رأيت غلبة فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم وظهورهم على الشام والعراق كل ذلك في خمس عشرة سنة فصل .
الاسراء برسول الله A من مكة الى بيت المقدس .
ذكر ابن عساكر أحاديث الاسراء في أوائل البعثة وأما ابن اسحاق فذكرها في هذا الموطن بعد البعثة بنحو من عشر سنين وروى البيهقي من طريق موسى بن عقبة عن الزهري أنه قال أسري برسول الله A قبل خروجه إلى المدينة بسنة قال وكذلك ذكره ابن لهيعة عن أبي الاسود عن عروة ثم روى الحاكم عن الاصم عن احمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن أسباط بن نصر عن اسماعيل السدي أنه قال فرض على رسول الله A الخمس ببيت المقدس