بكير عن ابن اسحاق حدثني المغيرة بن عثمان بن محمد بن عثمان والاخنس بن شريق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال كانت أول خطبة خطبها رسول الله A بالمدينة أن قام فيها فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فقدموا لانفسكم تعلمن والله ليصعقن احدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ثم ليقولن له ربه ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه ألم يأتك رسولي فبلغك وآتيتك مالا وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك فينظر يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ثم ينظر قدامه فلا يرى غير جهنم فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق تمرة فليفعل ومن لم يجد فبكلمة طيبة فان بها تجزي الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسلام على رسول الله ورحمة الله وبركاته ثم خطب رسول الله A مرة أخرى فقال إن الحمد لله أحمده واستعينه نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله [ وحده لا شريك له ] إن أحسن الحديث كتاب الله قد أفلح من زينه الله في قلبه وأدخله في الاسلام بعد الكفر واختاره على ما سواه من أحاديث الناس إنه أحسن الحديث وأبلغه أحبوا من أحب الله أحبوا الله من كل قلوبكم [ ولا تملوا كلام الله وذكره ولا تقسى عنه قلوبكم ] فإنه من يختار الله ويصطفي فقد سماه خيرته من الاعمال وخيرته من العباد والصالح من الحديث ومن كل ما أوتي الناس من الحلال والحرام فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا واتقوه حق تقاته واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم وتحابوا بروح الله بينكم إن الله يغضب أن ينكث عهده والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وهذه الطريق أيضا مرسلة إلا أنها مقوية لما قبلها وإن اختلفت الالفاظ فصل .
في بناء مسجده الشريف ومقامه بدار أبي أيوب .
وقد اختلف في مدة مقامه بهاف قال الواقدي سبعة اشهر وقال غيره أقل من شهر والله أعلم قال البخاري حدثنا اسحاق بن منصور أخبرنا عبد الصمد قال سمعت أبي يحدث فقال حدثنا أبو التياح يزيد بن حميد الضبي حدثنا أنس بن مالك قال لما قدم رسول الله A المدينة نزل في علو المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف فاقام فيهم أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى ملأ بني النجار فجاؤا