وأهلك عدوه واسر فلان وفلان وقتل فلان وفلان التقوا بواد يقال له بدر كثير الأراك كأني أنظر اليه كنت أرعى لسيدي رجل من بني ضمرة إبله فقال له جعفر ما بالك جالس على التراب ليس تحتك بساط وعليك هذه الاخلاط قال إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى إن حقا على عباد الله أن يحدثوا لله تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة فلما أحدث الله لي نصر نبيه A أحدثت له هذا التواضع .
وصول خبر مصاب أهل بدر الى اهاليهم بمكة .
قال ابن اسحاق وكان أول من قدم مكة بمصاب قريش الحيسمان بن عبد الله الخزاعي فقالوا له ما وراءك قال قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو الحكم بن هشام وأمية بن خلف وزمعة بن الاسود ونبيه ومنبه وابو البختري بن هشام فلما جعل يعدد اشراف قريش قال صفوان ابن أمية والله لن يعقل هذا فسلوه عني فقالوا ما فعل صفوان بن أمية قال هو ذاك جالسا في الحجر قد والله رأيت أباه وأخاه حين قتلا قال موسى بن عقبة ولما وصل الخبر إلى أهل مكة وتحققوه قطعت النساء شعورهم وعقرت خيول كثيرة ورواحل وذكر السهيلي عن كتاب الدلائل لقاسم بن ثابت أنه قال لما كانت وقعة بدر سمعت أهل مكة هاتفا من الجن يقول ... أزار الحنيفيون بدرا وقيعة ... سينقض منها ركن كسرى وقيصرا ... أبادت رجالا من لؤي وابرزت ... خرائد يضربن الترائب حسرا ... فيا ويح من أمسى عدو محمد ... لقد جار عن قصد الهدى وتحيرا ... .
قال ابن اسحاق وحدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة مولى ابن عباس قال قال أبو رافع مولى رسول الله A كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الاسلام قد دخلنا أهل البيت فاسلم العباس واسلمت أم الفضل وأسلمت وكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم وكان يكتم اسلامه وكان ذا مال كثير متفرق في قومه وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر فبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكذلك كانوا صنعوا لم يتخلف منهم رجل إلا بعث مكانه رجلا فلما جاءه خبر الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبته الله وأخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة وعزا قال وكنت رجلا ضعيفا وكنت أعمل الاقداح أنحتها في حجرة رمزم فوالله إني لجالس فيها أنحت أقداحي وعندي أم الفضل جالسة وقد سرنا ما جاءنا من الخبر إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر حتى جلس على طنب الحجرة فكان ظهره الى ظهري فبينا هو جالس اذ قال الناس هذا أبو