قد طال ما تعبدوا بفرائض مباينة للعقول كطهارة أنجاسهم برماد البقرة التي كان الإمام الهاروني يحرقها قبيل أوان الحج ونجاسة طاهرهم بذلك الرماد بعينه على أن الذي يروم تنزيله منزلة هذاأقرب كثيرا إلى العقل فإن الأفعال والأوامر الإلهية منزهة عن الوقوف عند مقتضى العقول البشرية وإذا كانت التعبدات الشرعية غير عائدة بنفع لله D ولا دافعة عنه ضررا لتنزهه سبحانه وتعالى عن الانتفاع والتأذي بشيء فما الذي يحيل أو يمنع كونه تعالى يأمر أمة بشريعة ثم ينهى أمة أخرى عنها ويحرم محظورا على قوم ويحلة لأولادهم ثم يحظره ثانيا على من يجيء من بعد وكيف يجوز للمتعبد أن يعارض الرسول في تحليله ما كان حراما على قوم ويستدل بذلك على كذبه بعد أن جاء بالبينة وأوجب العقل تصديقه وتحكيمه أليس هذا تحكما وضلالا وعدولا عن الحق