قلنا لهم فما تقولون في فقهائكم هل الذي اختلفوا فيه من مسائل الخلاف والمذاهب على كثرتها لديكم كانت ثمرة اجتهاد واستدلال أو منقولا بعينه .
فهم يقولون إن جميع ما في كتب فقهنا نقله الفقهاء عن الأحبار عن الثقات من السلف عن يهوشع بن نون عن موسى الكليم عليهما السلام عن الله تعالى .
فيلزمكم في هذا أن المسألة الواحدة التي اختلف فيها اثنان من فقهائكم يكون كل واحد منهما ينقل مذهبه فيها نقلا مسندا إلى الله D .
وفي ذلك من الشناعة اللازمة لهم أن يجعلوا الله قد أمر في تلك المسألة بشيء وخلافة وهو النسخ الذي يدفعونه بعينه .
فإن قالوا إن هذا الخلاف غير مستعمل لأن الأولين كانوا بعد اختلافهم في المذهب في المسألة يرجعون بها إلى اصل واحد هو المقطوع به .
قلنا إن رجوعهم بعد الاختلاف إلى الاتفاق على مذهب واحد إما لأن أحدهم رجع عما نقل أو طعن في نقله فيلزمه السقوط عن العدالة