فلا تكتحل عيناك منها بعبرةٍ ... على ذاهب منها فإنك ذاهب .
ومن شعره : .
يا ذا الذي خطَّ العذار بوجهه ... خطَّين هاجا لوعةً وبلابلا .
ما صحّ عندي أنَّ لحظك صارمٌ ... حتى لبست بعارضيك حمائلا .
قال ابن خلكان قاضي القضاة شمس الدين : أخذه البهاء أسعد السنجاري فقال : .
يا سيف مقلته كملت ملاحةً ... ما كنت قبل عذاره بحمائل .
ومن شعر ابن عبد ربه : .
إنّ الغواني إن رأينك طاوياً ... برد الشباب طوين عنك وصالا .
وإذا دعونك عمهنَّ فإنّه ... نسبٌ يزيدك عندهنَّ خبالا .
وقال في المنذر بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم الأموي من أبيات : .
بالمنذر بن محمد ... شرفت بلاد الأندلس .
فالطير فيها ساكنٌ ... والوحش فيها قد أنس .
قال الوزير المغربي في كتاب أدب الخواص : وشٌقت هذه القصيدة عند انتشارها على المعّز أبي تميم معدّ وساءه ما تضمنته من الكذب والتمويه إلى أن عارضها شاعره الإياديّ بأبيات أولها : .
ربعٌ لميّة قد درس ... واعتاض من نطقٍ خرس .
ولابن عبد ربّه : .
نعق الغراب فقلت أكذب طائرٍ ... ما لم يصدقه رغاء بعيرٍ .
قال ابن خلكان : وفيه التفات إلى قول بعضهم : .
لهنّ الوجى لم كنّ عوناً على النوى ... ولا زال منها ظالعٌ وحسير .
وما الشؤم في نعق الغراب ونعبه ... ولا الشؤم إلاّ ناقةٌ وبعير .
قلت : والتفاتٌ إلى قول الآخر : .
ما فرَّق الأحباب بع ... د الله إلاّ الإبل .
وما غراب البين إ ... لاّ ناقة وجمل .
وحام على هذا أبو الطّيب فقال : .
وما عفت الرياح لهم محلاًّ ... عفاها من حدا بهم وساقا .
وهو كثير .
ولابن عبد ربّه أيضاً : .
يا لؤلؤاً يسبي العقول أنيقا ... ورشاً بتقطيع القلوب رفيقا .
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله ... درّاً يعود من الحياء عقيقا .
وقال وهو آخر ما قاله : .
بليت وأبلتني الليالي بكرّها ... وصرفان للأيام معتوران .
ومالي لا أبلى لسبعين حجّةً ... وعشرٍ أتت من بعدها سنتان .
وأصابه الفالج قبل وفاته بأعوام .
وكان ابن عبد ربّه صديقاً لأبي محمد يحيى القلفاط الشاعر ثم فسد ما بينهما وتهاجيا وكان السبب في ذلك أن ابن عبد ربّه مرّ به يوماً وكان في مشيه اضطراب فقال : أبا عمر ما علمت أنك آدر إلا اليوم لمّا رأيت مشيك فقال له ابن عبد ربّه : كذبتك عرسك أبا محمد ؛ فعزّ على القلفاط كلامه وقال له : أتتعرّض للحرم ؟ واللّه لأرينّك كيف الهجاء . ثم صنع فيه قصيدة أولها : .
يا عرس أحمد إني مزمعٌ سفرا ... فودّعيني سراً من أبي عمرا .
ثم تهاجيا بعد ذلك ؛ وكان القلفاط يلقبه بطلاس لأنه كان أطلس اللحية ويسمّى كتاب العقد حبل الثوم فاتفق اجتماعها يوماً عند بعض الوزراء فقال الوزير للقلفاط : كيف حالك اليوم مع أبي عمر ؟ فقال مرتجلاً : .
حال طلاسٌ لي عن رائه ... وكنت في قعدد أبنائه .
فبدر ابن عبد ربّه وقال : .
إن كنت في قعدد أبنائه ... فقد سقى أمَّك من مائه .
فانقطع القلفاط خجلاً .
؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ الصوفي .
أحمد بن محمد ن دست دادا شيخ الشيوخ النيسابوري الصوفي الزاهد ؛ صحب الزاهد أبا سعيد فضل الله أبن أبي الخير الميهني وتوفي سنة تسع وسبعين وأربعمائة .
؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ابن مختار النحوي .
أحمد بن محمد بن جعفر بن مختار الواسطي أبو علي النحوي العدل ابن أخي أبي الفتح محمد بن محمد بن جعفر بن مختار النحوي ؛ مات بعد الخمسمائة وله عقب بواسط فيما ذكره ياقوت . أخذ النحو عن أبي غالب ابن بشران وكان منزله مؤلفاً لأهل العلم وكان من الشهود المعدلين وكان طحّاناً . دخل في بعض الأوقات عسكر الأعاجم ونهبوا قطعة ًمن واسط ونهبوا دكانه ونزلوا داره . قال الشريف عبد الوهاب ابن أبي غالب عن الشريف أبي العلاء ابن التقّي : فدخلت معه إليهم نستعطفهم أن يردّوا عليه بعض ما أخذوا له فلم نر لذلك وجهاً فخرجنا وهو يقول : .
تذكرت ما بين العذيب وبارق ... مجرَّ عوالينا ومجرى السّوابقِ