مولاي قاضي القضاة يا من ... له على العبد ألف منّه .
إليك أشكو قرين سوء ... بليت منه بألف محنه .
شهرته بيننا اعتداء ... أغمده فالسيف سيف فتنه .
وكان ليلة في سماع فرقصوا ثم جلسوا وقام من بينهم شخص وطال الحال في استماعه وزاد الأمر فظلّ شهاب الدين ساكتاً مطرقاً . فقال له شخص : إيش بك مطرق كأنما يوحى إليك ؟ فقال نعم : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفرٌ من الجنّ ) .
وكان يوماً عند صاحب حماة الملك المنصور وقد حضر السّماط وكان أكثره مرقاً . فلمّا وضع قال شهاب الدين لما قيل الصلاة : نعم بسم الله الرحمن الرحيم نويت رفع الحدث واستباحة الصلاة الله أكبر . وكان المظفر ولد المنصور يكره شهاب الدين فاغتنم الوقيعة فيه عند والده وقال : اسمع ما يقول ابن غانم يهجّن طعامنا ويشبهه بالماء الذي يرفع به الحدث . فعاتبه المنصور على ذلك فقال : ماقصدت ذلك ولكن البسملة في بدء كل أمر مستحبة والحدث الذي نويت رفعه حدث الجوع واستباحة الصلاة في الأكل . فقال : مامعنى الله أكبر ؟ فقال : على كل ثقيل : فاستحسن المنصور ذلك وخلع عليه . واجتمع ليلة عند كريم الدين الكبير في مولده بعلاء الدين ابن عبد الظاهر يتحدث معه فجاء إليه شخص وقال له : معاوية الخادم يقصد الاجتماع بك فقال والك ! .
من يفارق عليّاً ويروح إلى معاوية ؟ وكان شهاب الدين قد فارق أباه وهو صغير وتوجه إلى السماوة ونزل على الأمير حسين من خفاجة وأقام عنده مدة يصلي به ويتكلم في شيء من العلوم وكان الوقت قريب العهد بخراب بغداذ وقتل المستعصم وتشتت أهل بغداذ في أطراف البلاد . فظنَّ به ابن الخليفة المستعصم واشتهر ذلك واتصل خبره بالملك الظاهر فلم يزل في اجتهاد إلى أن أقدمه عليه لما أهمه من أمره فلما حضر سأله : ابن من أنت ؟ فوقف وقال : ابن شمس الدين ابن غانم فطلب والده إلى القاهرة وحضرا بين يدي الظاهر فاعترف والده به . فقال : خذه وتوجه به إلى دمشق . وكان صاحب حماة قد خرج مرة إلى شجريّات المعرّة وكان إذ ذاك في خدمة الملك الظاهر وقد ضربت الوطاقات وامتلأت الصحراء خياماً فاحتاج إلى الخلاء وما كان يرى الدخول إلى الخربشت فصعد إلى شجرة تين ليتخلى والملك المنصور تحت الشجرة وقد تهيأ لقضاء شغله قال له : أطعمني من هذه التينة فقال : خذ وسلح في وجهه فقال : ما هذا قال : أطعمتك من هذه التينة : فلما اطلع المنصور على الواقعة خرّ مغشيّاً عليه من الضحك . ومن شعره في مقصوص الشعر : .
قالوا ذوائبه مقصوصة حسداً ... فقلت قاطعها للحسن صوّاغ .
صدغان كان فؤادي هائماً بهما ... فكيف أسلو وكلّ الشّعر أصداغ .
؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ الصوفي الأدميّ .
أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء أبو العباس الأدميّ الصوفي الزاهد ؛ كان كثير العبادة والاجتهاد ينام في اليوم والليلة ساعتين وله في كل يوم ختمة وفي رمضان في اليوم والليلة ثلاث ختمات .
؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ الشهاب القاضي نجم الدين المقدسي الحنبلي .
أحمد بن محمد بن خلف بن راجح بن بلال بن هلال بن عيسى القاضي العلاّمة نجم الدين أبو العباس المقدسي الحنبلي الشافعي ؛ ولد في نصف شعبان سنة ثمان وسبعين واشتغل وبرع في علم الخلاف وارتحل هو وأخوه إبراهيم إلى بخارا وصار له صيت بتلك البلاد ومنزلة رفيعة ومن جملة محفوظاته الجمع بين الصحيحين للحميدي وكان يقرأ كل ليلة ثلث القرآن .
كثرت الشناعات على وكلاء مجلسه وما يعملونه في المحاضر وأشرفت بعض الحقوق على الضياع فصرف عن القضاء ودرّس بالعذراوية والصارمية التي بحارة الغرباء ودرّس بمدرسة أم الصالح وبالشامية البرّانية ومات وهو مدرّس بالعذراوية . وناب في القضاء عن القاضي جمال الدين المصري وابن الخويّي وعماد الدين الحرستاني وابن سني الدولة وصنف طريقة في الخلاف وهي مجلدان . وكتاب الفصول . وكتاب الفروق . والدلائل الأنيقة وغير ذلك . وتوفي سنة ثمان وثلاثين وستمائة في شوال ودفن بقاسيون .
؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ شهاب الدين بن جبارة المقرىء