والنرد كالناورد في مجالها ... أو كالمجوس ضمّها ماشوشها .
كأنها دساكر للشرب أو ... عساكر جائشةٌ جيوشها .
وللفصوص جولة وصولة ... تحيّر الألباب أو تطيشها .
قاتلها الله فلا بنوجها ... ترفع بي رأساً ولا ششوشها .
أرسلها بيضاً إذا أرسلتها ... كأنها قد محيت نقوشها .
كأنّي أقرأ منها أسطراً ... من الزبور درست رقوشها .
كأن نكراً أن أبيت ليلةً ... مقمورها غيري أو مقموشها .
تطيع قوماً عمّهم نصوحها ... وخصَّني من بينهم غشوشها .
يجيبهم متى دعوا أخرسها ... وإن يقولوا يستمع أطروشها .
مديدبين دأبهم غيظي فما ... تسلم منهم عيشةٌ أعيشها .
كأن روحي بينهم أيكيّة ... راحت وكف أجدلٍ تنوشها .
ومنه : .
أسوم الجباب فلا خزنّها ... أطيق ابتياعاً ولا صوفها .
وكيف السبيل إلى جبّةٍ ... لمن ليس يملك تصحيفها .
ومنه : .
ما لأبي اليمن علينا يدٌ ... لكن أيادينا جميعاً عليه .
لأنّه يعتد إسداءه ال ... جميل إسداء جميلٍ إليه .
كأنما نعطيه من جود أي ... دينا الذي نأخذه من يديه .
ولد بدمشق سنة خمسين وأربعمائة وتوفي سنة سبع عشرة وخمسمائة في شهر رمضان . وروى ابن القيسراني شعره وبه تخرّج . وكان حافظاً لشعر الأقدمين ذكياً عارفاً باللغة ويعرف بابن سني الدولة أبي الكتائب لطرابلسي وكتب محمد لبعض الأمراء ؛ وكتب أبو عبد الله لأبي الفوارس ابن مانك وروى عنه الَسلفي .
عز الين ابن ميسّر .
أحمد بن محمد بن علي بن يوسف بن ميسّر عز الدين المصري ؛ ولي النظر بمصر والشام وغيرهما وتولى نظر الأوقاف بدمشق وتوفي C في أول شهر رجب سنة ست عشرة وسبعمائة .
أبو عبد الله ابن الأخضر المقرىء .
أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن إسماعيل بن عبيد الله بن الأخضر أبو عبد الله المقرىء ؛ كان بقية بيته ومن أحسن الناس تلاوة في المحراب . سمع الحسن بن أحمد بن شاذان والحسين بن عمر بن محمد العلاّف وعبد العزيز بن علي الأزجي وإبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي وغيرهم . وروى عنه أبو القاسم ابن السمرقندي وعلي بن أحمد بن بكار المقرىء . توفي سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة .
ابن خُذاداذ الباذرائي الشافعي .
أحمد بن محمد بن عمر بن هبة الله بن خذاداذ الغرنوي الأصل الباذرائي المولد أبو العباس الفقيه الشافعي ؛ كان من فقهاء النظامية ببغداذ فقيهاً أدبياً وكان أحد تلامذة يوسف الدمشقي ويتولى بعض الأمور بين يدي الوزير ابن هبيرة ولّما مات اعتقل بالديوان أشهراً ثم أطلق وولاّه رئيس الروساء في أيام المستضيء ما كان إليه بالباب وصارت له حشمة وتمكن . أورد له العماد الكاتب يمدح الوزير ابن هبيرة : .
ولّما بدا ربع الأحبة باللّوى ... وقد جدّ جدُّ الركب قلت لهم قفوا .
قفوا نرح الأنضاء أبدي تعطُّفاً ... عليها وما منّي عليها تعطُّف .
وإنَّ بودّي لو تعرقب سوقها ... لتمكث حيناً باللوى وتجدَّف .
أحاول كتمان الهوى ومدامعي ... تفيض فتبدي ما أجنُّ وتكشف .
كأني فعولن في الطويل ومهجتي ... بكفّ الأسى كالنون بالكف ترجف .
وها أنا معتل الثلاثي والضَّنى ... من النحو تصريف به يتصرَّف .
وقد كنت تأسيساً فيا ليت أنّني ... دخيل إذا علَّت قوافٍ وأحرف .
بليت سوى آسمي في هواكم كزائدٍ ... مع اللفظ يبدو وهو في الكتب يحذف .
وقال : .
كن لبياً لا تألفنّ سوى الل ... ه فما غير ذي الجلال بباق .
وعلى قدر لذّة الأنس بالمأ ... لوف فاعلم يكون وقع الفراق .
قلت : أخذه من قول بعض الحكماء وقد سئل عن الروح كم تبكي على فراق الجسد ؟ فقال : مدة لبثها فيه .
أبو بكر المؤدبَّ الأزجي