أحمد بن محمد ابن أبي القاسم الخفيفي - بالخاء المعجمة والفاءين - أبو الرشيد الصوفي من أهل أبهر زنجان . قدم بغداذ شابّاً ودرس الفقه بها مدة وسمع الحديث ثم إنّه رفض ذلك وصحب أبا النجيب السهرودي وانقطع وجلس في الخلوة وظهرت له الكرامات وفتح عليه بالكلام ؛ وجلس في الخلوة اثنتي عشرة سنة وقد كتب من كلامه ما يقارب ثمانين مجلدة وكان منسوباً إلى ابن خفيف الشيرازي . وتوفي سنة سبع وسبعين وخمسمائة ودفن بالشونيزية .
ذو الفضائل الأخسيكّتي .
أحمد بن محمد بن القاسم بن أحمد بن خذيو الأخسيكتي أبو رشاد الملقب بذي الفضائل - أخسيكت مدينة من فرغانة يقال بالتاء والثاء - وكان هو وأخوه ذو المناقب محمد أديبي مرو غير مدافعين يقرُّ لهما بذلك قدماء مرو وسكناها إلى أن ماتا . وكان ذو الفضائل شاعراً أديباً مصنّفاً كاتباً مترسلاً في ديوان السلاطين وله تصانيف منها كتاب في التاريخ . وكتاب في قولهم كذب عليك كذا . وكتاب زوائد في شرح سقط الزند . وغير ذلك . وتوفي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة .
قال أبو العلاء المعري : .
هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت ... ومجوس حارت واليهود مضلّله .
إثنان أهل الأرض : ذو عقلٍ بلا ... دينٍ ؛ وآخر ديّن لا عقل له .
فقال ذو الفضائل ردّاً عليه : .
الدّين آخذه وتاركه ... لم يخف رشدهما وغيّهما .
رجلان أهل الأرض قلت فقل ... يا شيخ سوءٍ أنت أيُّهما .
شهاب الدين الدّشتي .
أحمد بن محمد ابن أبي القاسم بن بدران الشيخ الفاضل شهاب الدين أبو بكر الكردي الدشتي الحنبلي المؤدب ولد بحلب سنة أربع وثلاثين وحضر في الثانية على جعفر الهمذاني وسمع من ابن رواحة وابن يعيش وابن خليل والنفيس ابن رواحة وصفية القرشية وابن الصلاح والضياء وتفرد وروى الكثير . وكان يتعزز بالرواية ويطلب نسخ عدة أجزاء لنفسه . وحدث بمصر ب مسند الطيالسي ورتّب مسمعاً بالدار الأشرفية ومعلماً بمكتب الطواشي ظهير الدين . أكثر عنه الطلبة وخرّج علم الدين البرزالي له مشيخةً وتوفي سنة ثلاث عشرة وسبعمائة .
والد الشيخ أبي عمر .
أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر الرجل الصالح أبو العباس الجمّاعيلي الحنبلي والد الشيخ أبي عمر والشيخ الموفق نزيل سفح قاسيون . سمع صحيح مسلم من رزين العبدري وحدَّث به وروى عنه ابناه . كان صاحب أحوال وكرامات جمع أخباره سبطه الحافظ ضياء الدين وساق له عدة كرامات ؛ وتوفي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة .
ابن قرصة .
أحمد بن محمد بن قرصة شهاب الدين ابن شمس الدين الأنصاري . هو من بيت مشهور بالصعيد منهم جماعة فضلاء ورؤساء تفرد شهاب الدين هذا بنظم القرقيات وجودّها وأتى بها عذبة منسجمة فصيحة وينظم الشعر جيداً . مدح الناس والأكابر وتردد في بلاد الشام . سألته عن مولده فقال : في سنة تسع وتسعين وستمائة . وكتب لي عدة قصائد منها قوله : .
ما لي أرى الشّعراء تكسب عارا ... بهجائهم وتحملّوا أوزارا .
مدحوا الأخسّاء اللئام فضيعوا ال ... أشعار لما أرخصوا الأسعارا .
فلذاك طفت بباب كلّ مهذّبٍ ... وجعلت شعري في الكرام شعارا .
وجعلت في حلب الشمال إقامتي ... يا حبّذا دار الكرام جوارا .
ولكم دعا مدحي نوال معظّمٍ ... فأبت غنوّاً عنه واستكبارا .
حتى وجدت لها إماماً عالماً ... أوصافه تستغرق الأشعارا .
لولا صلاح الدين لم أر جلّقاً ... ولكنت ممن جانب الأسفارا .
أسدى المكارم من أيادٍ لم يزل ... معروفها يستعبد الأحرارا .
وصنائعاً غرّاً أفدن منائحاً ... عوناً ولدن مدائحاً أبكارا .
فوجدت في إجماله وجماله ... ما يملأ الأسماع والأبصارا .
مولّى غدت يمناه يمناً لامرىء ... يبغي نوالاً واليسار يسارا .
حلّى الزمان وكان قدماً عاطلاً ... وأعاد ليل الآملين نهارا .
وحوى معالي في دمشق مقيمةً ... وحديثها بين الورى قد سارا