أحمد بن محمد بن محمد بن عبيدة الأموي الطليطلي يعرف بابن ميمون صاحب أبي إسحاق ابن شنظبر ونظيره في الجمع والإكثار والملازمة معاً وهما الصاحبان . كان حافظاً لرأي مالك دقيق الذهن في جميع العلوم محموداً محبوباً مع الزهد والفضل وكتبه وكتب صاحبه بطليطلة أصحّ الكتب . توفي سنة أربعمائة .
شهاب الدين ابن البغداذي .
أحمد بن محمد بن محمد بن عمر بن علي ين النَّنّ - بنونين مشددتين - شهاب الدين ابن محيي الدين البغداذي هو والد محيي الدين الكحّال ابن البغداذي . من شعره أنشدنيه الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس : .
قد رأينا الذهاب لا شكّ فيه ... فعن العود بعده خبَّراني .
أتعاد الأرواح لا الجسم أم بال ... عكس أم لا رجوع أم يرجعان .
ابن خولة الغرناطي .
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين أبو جعفر الّسَلمي الغرناطي القصري المعروف بابن خولة . رحل وسمع بالعراق وفارس وكرمان ودخل الهند وبخارى وسكن هراة وأقام بها إلى أن دخلها التتار بالسيف فاستشهد ؛ وكان شاعراً امتدح الملوك ونال الدنيا وسمع الكثير ورافق الحفّاظ وتوفي سنة ثماني عشرة وستمائة ومن شعره قوله : .
أبو ذر الباغندي .
أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن حريّ أبو ذّر الباغندي ؛ توفي سنة ست وعشرين وثلاثمائة .
جمال الدين ابن القلانسي .
أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله التميمي الدمشقي وكيل بيت المال وقاضي العسكر ومدّرس الأمينية والظاهرية وكاتب توقيع في الدست . كان صدراً نبيلاً مليح الشكل روى عن ابن البخاري وبنت مكي وأذن لجماعة في الإفتاء . عاش نيفاً وستين سنة وهو أحد الأخوة وسيأتي ذكر أخويه إن شاء الله تعالى ؛ توفي سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة وبلغتنا وفاته ونحن على حمص صحبة الأمير سيف الدين تنكز نائب الشام في الصيد فكتب بوظائفه لأخيه القاضي علاء الدين ابن القلانسي وكتبت من حمص لابنه القاضي أمين الدين الموقَّع أعزّيه في والده C تعالى بنظم ونثر وأوّل القصيدة : .
أيُّ خطبٍ أصمى الحشا بنباله ... حين راع الوجود فقد جماله .
يا لدمع الغمام ينهلُّ حزناً ... ولنوح الحمام من فوق ضاله .
أسعداني فإنّ خطبي جليل ... وأعينا من لم تكونا بحاله .
منها : .
كيف لايظلم الوجود لمن كا ... ن الثريّا معدودةً في نعاله .
وإذا ما النسيم أهدى عبيراً ... فتَش الطيب تلقه من خلاله .
وإذا ما احتبى بمجلس حفلٍ ... أطرق القوم هيبةً من جلاله .
يا جمالاً مضى فأورث وجه ال ... دهر قبحاً لّما ارتضى بزواله .
ولعمري ما غاب ليث تقضّى ... وحمى غابه بقا أشباله .
أيّ شبلٍ أبقيت إذ سرت عنّا ... صبره للخطوب من أحماله .
وهو عند الملوك خير أمينٍ ... قد سما في الورى بفقد مثاله .
وإذا أتحف الأعادي بدرجٍ ... كان قطع الأعمار في أوصاله .
أيها الفاضل المهذَّب لا تج ... زع لذاك الخليل عند انتقاله .
كلُّنا في المصاب رهن التأسي ... بالنبي الكريم والغرَّ آله .
كمال الدين ابن الشيرازي الشافعي .
أحمد بن محمد بن محمد بن هبة الله الشيخ الإمام المفتي كمال الدين أبو القاسم ابن الصدر الكبير عماد الدين ابن القاضي الكبير شمس الدين أبي نصر ابن الشيرازي الدمشقي الشافعي . ولد سنة سبعين وستمائة وتوفي C تعالى سنة ست وثلاثين وسبعمائة ؛ وتفقه بالشيخ تاج الدين الفزاري والشيخ زين الدين الفارقي وأخذ الأصول عن الشيخ صفي الدين الهندي وسمع من الفخر علّي ووالده وغيرهما وحفظ كتاب المزني وتميز وبرع ودرّس بالباذرائية في وقت وبالشامية الكبرى ثم استمر يدرّس بالناصرية مدة وذكر لقضاء الشام . وكان خيّراً متواضعاً حميد النشأة خبيراً بالأمور أثنى عليه قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة وابن الحريري وقالا : يصلح للقضاء وكان بديع الخط وفيه سكون وحياء . حاققه مرة ابن جملة بحضرة الأمير سيف الدين تنكز وأراد مناظرته فتألم لذلك وترك السعي في الشامية ولما مات دفن بتربتهم .
الخوافي الشافعي