أقلام فضلك ما شابت ولا قصرت ... لها مساعٍ إذا أنصفتها وخطا .
بل عارض الطرس لما شاب عنبره ... بعشبه قيل شيب فيه قد وخطا .
وقال من قصيدة يرثي بها الملك الظاهر بيبرس : .
بكت القسي لفقده حتى انثنت ... ولها عليه من الرنين تحسّر .
ولحزنها بيض الصفّاح قد انحنت ... وتبيت في أغمادها تتستّر .
أرخت ذوابله ذوائبها أسىً ... ولرنكه وجه عليه أصفر .
ولواؤه لبس الحداد فهل ترى ... كان الشعار لفقده يستشعر .
ملك بكته أرائك وترائك ... وملائك وممالك لا تحصر .
ولكم بكته حصنه وحصونه ... ونزيله ونزاله والعسكر .
من للممالك بعده من كافلٍ ... كم حاطها بالرأي منه مسوّر .
قد حرّك الثقلين فقد مصابه ... فالظاهر المودي أو الاسكندر .
أبو القاسم الرازي .
أحمد بن المختار بن مبارك الرازي القطّان أبو القاسم الشاعر . كان أبوه رازيّاً وهو بغداذي . ومن شعره : .
إذا ذكر الغريب مجالسيه ... وعيشاً صافياً قد كان فيه .
تحادر دمعه وازداد شوقاً ... كيعقوب النبّي إلى بنيه .
أبو بكر العباسي الاسكندراني الشافعي .
أحمد بن المختار بن ميّسر بن محمد بن أحمد بن علي بن مظفر بن الطاهر ابن عبد الله بن موسى بن إسماعيل بن موسى الهادي بن المهدي بن المنصور العباسي الاسكندراني واسكندرية على نهر دجلة بإزاء الحامدة وبينها وبين واسط خمسة عشر فرسخاً ؛ كان فقيهاً شافعياً له معرفة بالأدب ويقول الشعر . قدم بغداذ سنة عشر وخمسمائة متظلماً من الديوان وروى ببغداذ شيئاً من شعره .
من شعره : .
ببغداذ أرقت وبات صحبي ... نياماً ما يملّون الرّقادا .
وذاك لأنهم باتوا براءً ... من الهمّ الذي ملأ الفؤاد .
ولو سكن الغرام لهم قلوباً ... أو اقتدم الهوى فيهم زنادا .
إذا لو جدتهم مثلي سكارى ... بكأس الحبّ قد هجروا الوسادا .
وممّا قرّب اتسهيد مني ... وصدّ النوم عن عيني وذادا .
تذكر قول ذات الخال لما ... انتجعنا عن بلادهم بلادا .
نراك سئمتنا ورغبت عنّا ... وقدماً كنت تمنحنا الودادا .
وهي أكثر من هذا .
الأمير أبو العباس .
أحمد بن المختار بن محمد بن عبيد بن جبر بن سليمان أبو العباس ابن أبي الفتوح ابن أخي مهذب الدولة المذكور آنفاً وأحمد هذا وأبوه من أمراء البطيحة . كان كثير الشعر قدم بغداذ ومدح الإمامين : المستظهر والمسترشد ومدح المقتفي لأمر الله ؛ مات له ابن فبكى عليه إلى أن ذهبت إحدى عينيه ثم تلتها الأخرى فقال يشكو الزمان : .
كأنما آلى على نفسه ... أن لا يرى شملاً لإثنين .
لم يكفه أن نال من مهجتي ... حتى أصاب العين بالعين .
وقال يمدح المستظهر بالله : .
أللحمامة أم للبرق تكتئب ... لا بل لكلًّ دعاك الشوق والطرب .
إن أومض البرق أو غنّت مطّوقة ... قضيت من حقّ ضيف الحبّ مايجب .
والحب كالنار تمسي وهي ساكنة ... حتى تحركها ريح فتلتهب .
وقال أيضاً : .
دنت دار الأحبة ثم شطّت ... كذاك الدار تدنو أو تشطّ .
فلي في القرب قسط من سرورٍ ... وعند البعد لي في الهمّ قسط .
وما يأتي على شرح اشتياقي ... حشاً تملي ولا كف تخطّ .
وقال أيضاً : .
ولقد أقول لصاحبي قم فاسقني ... بكر الدّنان وما تغنّى الديك .
قم داوني منها بها إني امرؤ ... نشوان من إدمانها موعوك .
فكأنها في الكاس لما شجّها ... ذهب بجاحم ناره مسبوك .
في روضة أنف النبات كأنها ... برد بكفّ العصفريّ محوك .
جيدت بأنواء النّجوم فلم تزل ... تبكي عليها السّحب وهي ضحوك .
حتى اغتدت عجباً فكلّ خميلةٍ ... منها تزف كأنها درنوك .
توفي سنة ثمان وأربعين وخمسمائة .
؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ أحمد بن مرزوق .
أبو المعالي الزعفراني