ووفد عليه منجّم حاذق من الهند فأكرمه فقال له يوماً : أيها الأمير يخرج على دولتك بعدك رجل قد أحسنت إليه وأكرمته فيأخذ الملك من ولدك ويقلع البيت ولا يلبث إلا مدة يسيرة وتؤخذ منه ؛ ففكر ساعة وكان الوزير ابن جهير واقفاً على رأسه فرفع رأسه إليه وقال : إن كان صحيحاً فهو هذا الشيخ فقبل ابن جبير الأرض وقال : الله الله يا مولانا ومن أنا ؛ قال : بلى إن ملكت فأحسن إلى ولدي . وكان ابن جهير قد اطلع على الخزائن والذخائر وارتفاع البلاد . قال ابن جهير لبعض أصحابه : من يوم قال المنجم ما قال وقع في قلبي صحة كلامه وكان الأمر كما قال .
البلدي الخباز المقرىء .
أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب بن مسرور بن أحمد من أسد بن خزيمة أبو نصر البلدي الخباز المقرىء . قرأ القرآن بالروايات على آباء الحسن : منصور بن محمد بن منصور القزاز صاحب أبي بكر ومجاهد وعلي بن محمد بن العلاف وعلي بن أحمد بن عمر الحمامي وغيرهم وسمع ببلد من أبي الطيب المطهر بن إسماعيل القاضي عن أبي يعلى الموصلي وببغداذ من ابن سمعون الواعظ وأبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني وإبراهيم بن أحمد الطبري وغيرهم . وكتب بخطه عن شيوخه وصنف كتاب المفيد في القراءات السبع وأقرأ وحدّث . توفي سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة . خلّط في بعض سماعاته .
أبو الفضل الحنفي التركستاني .
أحمد بن مسعود بن علي التركستاني أبو الفضل الفقيه الحنفي . قدم بغداذ واختص بخدمة الوزير ناصر بن مهدي العلوي وكان ينفذه في الرسائل إلى الأطراف وجعله بين يديه يعرض عليه الرقاع للناس ولما عزل ابن مهدي عن الوزارة رتّب مدرساً بمشهد أبي حنيفة Bه وجعل إليه النظر في أوقاته والرئاسة على أصحابه وخلع عليه خلعة سوداء بطرحة وخوطب بالاحترام التام وأجاز له الإمام الناصر الرواية عنه فحدّث بجامع القصر في حلقته وسمع منه جماعة من الفقهاء ؛ وتوفي سنة عشر وستمائة .
السنهوري المادح .
أحمد بن مسعود بن أحمد بن ممدود بن برسق شهاب الدين أبو العباس الضرير السنهوري المعروف بالمادح لأنّه يكثر من مدح النبي صلى الله عليه . اجتمعت به غير مرّة بالقاهرة عند الصاحب أمين الدين في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة . ورأيته حفظه وله قدرة على النظم ينظم القصيدة و في كل بيت حروف المعجم وفي كل بيت ظاء وفي كل بيت ضاد وهكذا من هذا اللزوم . وكان موجوداً في سنة ست وأربعين وسبعمائة وتوفي C في سنة تسع وأربعين وسبعمائة في طاعون مصر ؛ ومن شعره : .
إن أنكرت مقلتاك سفك دمي ... فورد خدّيك لي به شاهد .
يجرحه ناظري ويشهد لي ... أليس ظلماً تجريحي الشاهد .
أطاعك الخافقان ته بهما ... قلبي المعّنى وقرطك المائد .
قلت : هو من قول ابن سناء الملك : .
أما والله لولا خوف سخطك ... لهان علّي ما ألقى برهطك .
ملكت الخافقين فتهت عجباً ... وليس هما سوى قلبي وقرطك .
ومن شعر ابن مسعود المادح : .
يا من له عندنا أياد ... يعجز عن وصفها الإيادي .
فيك رجاء وفيك يأس ... كالحرّ والبرد في الزناد .
أحمد بن مسلم .
الراذاني الشاعر .
أحمد بن مسلم الراذاني الشاعر أورد له ابن النجار قوله : .
أطلّ الربيع فطاب الطّرب ... فقم نقص من حقّه ما وجب .
وهات الدّنان بعذرانها ... لنفتض منها بنات العنب .
فهذا الربيع ونوّاره ... وهذا جمادى وهذا رجب .
فخذ فرصةً في اختلاس السرور ... وصبّ المدامة قبل الأصب .
فما راحة القلب إلاالمدام ... ولا لذّة العيش إلا نهب .
ألا رب يومٍ لهونا به ... بصهباء مرّت عليها الحقب .
كميتٍ إذا فضّ عنها الختام ... رأيت الشرار فويق الحبب .
وإن أهدروا دمها في الكئوس ... خشيت على الكأس منها اللهب .
وهي أكثر من هذا كلها جيد .
عز الدين ابن علاّن