الشيب عيب ولكن عينه قلعت ... بالشين من شدةٍ فيه وتعذيب .
والشيب شينٌ ولكن نونه حذفت ... بباء بعدٍ عن اللذات والطيب .
ومنه : .
يا من يعذَّب قلبه في صورة ... سوداء مظلمةٍ كفحم النار .
أتعبت نفسك في سوادٍ مظلمٍ ... إن السواد يضرّ ٌبالأبصار .
وإذا عدلت عن البياض وحسنه ... ما ذا تؤمّل في سواد القار .
ومنه : .
نحن نسعى والسعي غير مفيدٍ ... إن أراد الإله منع المغانم .
وإذا ما الإله قدّر شيئاً ... جاء سعياً إلى الفتى وهو نائم .
أحمد بن المؤمل .
الشاعر .
أحمد بن المؤمل بن الحسن بن السعيد بن أحمد بن المؤمل ينتهي إلى ذي الإصبع العدواني أبو العباس الشاعر البغداذي . كان أديباً فاضلاُ له نثر جيد ونظم مليح مدح جماعة وهجاهم ؛ سمع عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وعبد الله بن علي بن أحمد الخياط المقرىء ومحمد بن عمر بن يوسف الأرموي وغيرهم ؛ وحدث باليسير . توفي بواسط سنة ثمان وتسعين وخمسمائة لأنّه نفي إلى واسط فأقام بها إلى أن مات . ومن شعره : .
وقائلةٍ أراك أخا همومٍ ... فقل لي ما دهاك من البلايا .
فقلت لها دهاني فاندبيني ... وقوفي وسط معترك المنايا .
ومنه أيضاً : .
هاجر معي إن رحمتني هاجر ... واسترضِ عني زماني الهاجر .
وقف على منزلٍ كلفت به ... بين ربى رامةٍ إلى حاجر .
منها : .
يقبل ذو الوجد عن مقاصده ... فيها فهديه نشرها العاطر .
تبكي رباها لفقد ساكنها ... حزنا ًويفتر ٍّروضها الزاهر .
منازلِ اللهو لا عداك حياً ... يؤنس من طيب ربعك النافر .
سقاكِ يا دراهم ومعهدهم ... كلُّ سحابٍ مزمجرٍ ماطر .
ومنه أيضاً : .
كم ترشق النكبات نفس عزائمي ... وعليّ من جزع أعدُّ دلاص .
ومن العجائب أنّ كلّ بلاغةٍ ... جمحت مطاوعتي وحظّي عاصِ .
والطير جنس واحدٌ لكنّما ... للغاتهنّ حبسن في الأقفاص .
قلت : أخذه من الآخر وقصر عنه .
الصّعو يرتع في الرياض وإنما ... حبس الهزار لأنّه يترنّم .
وقال ممّا يحسن أن يكتب على قبر : .
أمرت فلم نقبل لسوء اختيارنا ... وها نحن أسرى في يديك إلهنا .
وكانت أماني الحياة تسوقنا ... بتسويقها بالخير حتى إلى هنا .
فإن أنت ياربّ انتقمت فعادلٌ ... وإن أنت حققت المنى فلنا الهنا .
الحافظ أبو الفضل المخرمي .
أحمد بن ملاعب بن حيان أبو الفضل المخرمي الحافظ . كان صدوقاً بصيراً بالحديث عالي الرواية . توفي سنة خمس وسبعين ومائتين .
نجم الدين القوصي .
أحمد بن ناشىء بن عبد الله القاضي نجم الدين القوصي . قرأ القراءات على أبيه وسمع من ابن المقير ومن أصحاب السّلفي وسمع منه عبد الغفار بن عبد الكافي السعدي والخطيب فتح الدين عبد الرحمن وجماعة بقوص وقرأ الفقه على مجد الدين القشيري . وكان من أهل الخير وناب في الحكم بقوص وباشر التوقيع للقضاة . توفي سنة سبع وثمانين وستمائة : من شعره لمّا منع السفر من عيذاب ثم أذن له : .
يا ثغر عيذاب ابتسم ... صدر الطريق قد انشرح .
تالله لو وزن النب ... يّ بكلّ مخلوقٍ رجح .
ومنه : .
لقد كان في الدنيا شيوخٌ صوالحٌ ... إذا دهم النّاس الدواهي ترسّلوا .
مفرح منهم في البلاد وشيخنا ... أبونا أبو الحجَّاج ذاك المبجَّل .
وشيخ شيوخ الأرض كان بأرضنا ... أبو الحسن الصبّاغ ذاك المدلّل .
وللشيخ مجد الدين كان انتسابنا ... فذاك الذي ينحلُّ صوماً وينحل .
فإن كانت الدنيا من الكلّ أقفرت ... ولم يبق فيها للخلائق موئل .
فجاه رسول الله باقٍ مؤبّد ... وجاه رسول الله يكفي ويفضل .
الشريف الحنفي