أحمد بن نعمة بن أحمد بن جعفر بن الحسين بن حماد الإمام كمال الدين أبو العباس المقدسي النابلسي الشافعي خطيب القدس . ولد سنة تسع وسبعين وقدم دمشق شاباً فاشتغل وسمع من حنبل وابن طبرزذ والقاسم بن عساكر وغيرهم ؛ وروى عنه ولداه : العلامة شرف الدين والفقيه محيي الدين إمام المشهد والدمياطي والدواداري وابن الخباز وحدّث بدمشق والقاهرة . وكان فقيهاً فاضلاً منقبض النفس عن أبناء الدنيا . توفي بدمشق سنة خمس وستين وستمائة ودفن بمقبرة باب كيسان وتقدم ذكر ولده في المحمدين .
المسند الحجار .
أحمد بن نعمة بن حسن البقاعي الدّيرمقري الدمشقي الصالحي الحجار الخياط الرّحلة المعمّر شهاب الدين أبو العباس المعروف بابن الشّحنة . ولد سنة نيف وعشرين وخدم حجاراً بقلعة دمشق سنة ثلاث وأربعين وكان فيها لما حاصرها جند هولاكو ولم يظهر للمحدثين إلى أثناء سنة ست وسبعمائة فسألوه فقال : كنّا سمعنا فوجد سماعه في أجزاء على ابن المنجا وابن اللتي وسمع الشيخ شمس الدين منه وجماعة جزء ابن مخلد ومسند عمر النجاد ثم ظهر اسمه في كراس أسماء السامعين بالجبل ل صحيح البخاري على ابن الزبيدي سنة ثلاثين . فحدث بالجامع بضعاً وسبعين مرّة بالبلد وبالصالحية وبالقاهرة وحماة وبعلبك وكفر بطنا وحمص واشتهر اسمه وبعُد صيته وألحق الصغّار بالكبار ورأى العزَّ والإكرام وطلبه الأمير سيف الدين أرغون الدوادار الناصري وسمع منه القاضي كريم الدين الكبير ونائب دمشق الأمير سيف الدين تنكز والقضاة والأئمة وروى بإجازة ابن روزبه وابن بهروز وابن القطيعي والأنجب الحمامي وياسمين بنت البيطار وجعفر الهمداني وخلق كثير ورحل إليه من البلاد وسمع منه أمم لا يحصون وتزاحموا عليه من سنة بضع عشرة وسبعمائة إلى أن توفي ونزل الناس بموته درجة . وكان صحيح التركيب أشقر طويلاً دمويّ اللون له همة وفيه عقل يصغي جيداً . قال الشيخ شمس الدين : ما رأيته نعس فيما أعلم . وثقل سمعه في الآخر ؛ وسألته عن عمره فقال : أحقّ حصار الناصر داود دمشق وكان الحصار في سنة ست وعشرين . وسمع في سنة ثلاثين هو وإخوته الثلاثة وحصّل الذهب والدراهم والخلع وقرّر له الدوادار معلوماً نحو خمسة وأربعين درهماً . وكان فيه دين وملازمة للصلاة ويحفظ ما يصلي به وربمّا أخّر الصلاة في السفر على مذهب العوام وصام وهو ابن مائة عام رمضان وأتبعه ستاً من شوال ؛ وحدثت أنّه في هذه السّنّ اغتسل بالماء البارد قلت : ولم يتفق لي أن أروي عنه إلاّ بالإجازة لأني لم أسمع منه وحرمته لكنّه أجازني ؛ وتوفي سنة ثلاثين وسبعمائة .
فخر الدين ابن المنذر ناظر الجيش .
أحمد بن النعمان بن أحمد المنذر الصدر فخر الدين الحلبي ناظر الجيش بدمشق . رئيس نبيل صاحب مكارم وهو معروف بالتشيع . توفي وقد ناهز الستين سنة ثمانين وستمائة .
السلمي الأندلسي .
أحمد بن نعيم السلمي الأندلسي ذكره أبو سعيد عثمان بن سعيد المعروف بحرقوص في كتابه وقال : كان شاعراً مفلقاً مطبوعاً مجّوداً ومزاحاً محسناً ومتغزّلاً مرققاً إلا أن الخاصة التي فيها برع والمنزلة التي بها فاق والحالة التي لا يشق فيها غباره ولا يصطلى فيها ناره الهجاء ؛ فإنّه انفرد فيه ببدائع لم يسبق إليها لأنّه كان كاتباً لبعض ملوك بلدنا خاصاً به فاتهمه في بعض المواضع التي كان فيها بأنه كتب لأهل البلد كتاباً بخط يده يرفع به عليه ويستعفي منه فأمر بتجريده وضربه خمسمائة سوط ثم أمر فجرّ برجله إلى بعض المزابل وهم يظنّونه ميتاً . فأفاق وسار إلى بعض الملوك واستجار به ثم ابتدأ يهجو ثم إن ذلك الملك كتب يطلبه من مكانه وحمله فلمّا دخل القاصد تلك البلد وجده والناس منصرفون من جنازته . ومن قصائده في الهجو التي هي أم الأهاجي ومنفذة القوافي : .
تولّى الندى والفضل والجود أجمع ... وودّع دهر الصالحين وودعوا .
فلله محزون ترقرق دمعه ... على سلفٍ ما إن له الدهر مرجع .
ألم تر أن الخير فارق أهله ... إلى معشرٍ يحمى لديهم ويمنع .
منها : .
ألا ليتني صفر من العلم وافر ... من الجهل والعّي الذي هو أنفع .
أدل بأيرٍ يحزئل برأسه ... عسيب كأرزب القصارة أتلع