بدورها طالعات ... لها التمام لزام .
وفي العشي اتتني ... منها وجوه وسام .
تعزى إلى العرب لما ... يرعى لديها الذمام .
لها العيون عيون ... والنون فيها لثام .
فكن خير سمير ... حتى تقضى الظلام .
وكلا دار دور ... من خمرها جاء جام .
هذا جواب جواب ... قد كل فيه الكلام .
فاستر له كل عاب ... إذ ا تعالى فينا إمام .
نقلت من خطه فصلاً كتبه في وصف يوم ماطر وهو : مطر غامت له السماء وعامت الأرض لما كثر منه الاء ودامت به من الله الرحمة والنعماء وغابت تحت غمامه عين الشمس فما لها إشارة ولا إيماء وتوالي كرمه إلى الرياض فله عند كل ساف يد بيضاء إلا أن الأرض تغير حالها واستقر في بطون الأرض ما أرسلته جبالها فتفرق في الأرض غدرانا وروت أحاديثه السيول عن الحيا عن البحر عن جود مولانا كأنما الأرض به سقيت فشفيت من باسها لا بل كأنما أبو حفص هذه الأمة استسقى الله بعباسها وأضحت فاكهة الشتاء كوجه المحبوب غير مملولة وأمنت سحبه القلوب وإن كانت سيوف بروقها مسلولة وخمدت فيها كل نار الآثار قراك وما غبابت فيه الشمس ونحن نراك وما أطلق المملوك عنان لاقلم في هذه الكلم إلا لما قيد نفسه محبة في ذكراك ونقلت من خطه ما كتبه إلى القاضي علاء الدين ابن الأثير من قصيدة : .
يا من به جميع الألوف مفرق ... ومفرق العلياء فيه مجمع .
يا من إذا وضع المكارم في الورى ... أضحى له عمل زكي يرفع .
يا من يعد مآثراً ومكارماً ... ما عدهن عيينة والأقرع .
أبوابه محجوجة وجبينه ... بدر وبطن الكف منه ينبع .
ابن صغير الطبيب .
محمد بن محمد بن عبد الله .
ابن صغير ناصر الدين الطبيب المصري قرأ الطب والحكمة علي بن أبي طالب والده والأدب على الشيخ علاء الدين القونوي سألته عن مولده فقال سنة إحدى وتسعين وست مائة فيه ظرف الأدباء وخلاعة أهل مصر وهو من أطباء السلطان توجه مع السلطان الملك الناصر محمد إلى الحجاز سنة اثنتين وثلاثين وسبع مائة وحضر من القاهرة إلى دمشق متوجهاً على خيل البريد لمداواة الأمير علاء الدين الطنبغا المارادني نائب حلب فيما لحقه إلا وقد تمكن منه المرض فعاد ناصر الدين المذكور إلى دمشق وقد تغير مزاجه من حماة فأقام بدمشق يمرض في مدرسة الدنيسري قريباً من خمسين يوماً وهو من بيت كلهم أطباء وهو شريف النفس لا يطب إلا أصحابه أو بيت السلطان اجتمعت به غير مرة فوجدته لطيف العشرة دمث الأخلاق وله يد في ضرب العود وجاء الخبر إلى دمشق في ذي القعدة بوفاته بالقاهرة بالطاعون سنة تسع وأربعين وسبع مائة C تعالى .
النصيبي القوصي .
محمد بن محب الناس عيسى