لست بالسامع الذي يدرك القو ... ل سراعاً فيهتدي للجواب .
وفساد الحواس في خلل الفه ... م يقيناً من أعظم الأسباب .
إن ذا الناظر المعيب وحاشا ... ك يخال العقاب مثل الذباب .
وعليل المذاق يشتبه الطع ... م عليه في شهده بالصّاب .
وإذا صحّ ما أقول فلا يب ... عد أن قد سمعت ضدّ الصواب .
لم أزل فيك مسهباً ولما حز ... ت من الفضل دائم الإطناب .
رجب قد علمت وهو أصمٌّ ... عظّمته أفاضل الأعراب .
وكذاك الرماح توصف بالص ... مَّ إذا أصبحت صحاح الكعاب .
والحساب الأصم أحسن شيء ... عجزت عنه عامة الحساب .
والصخور الصمّ المنيعات تسمو ... غيرها من حجارةٍ وهضاب .
والكميت الأصمّ في الخيل أجرى ... من ظليمٍ يمرّ مرّ السّحاب .
إنّما أنت قد تجنّيت ظلماً ... وتصنعت في فنون العتاب .
والذي قد أردته أنا أدري ... ه بلا مريةٍ ولا إرتياب .
خفت أن أملك المسالك أو أج ... نح يوماً لنسخ فصل الخطاب .
نم هنيئاً وقرّ عيناً بما نل ... ت اختلاساً من كاتبٍ وكتاب .
ثمّ إلاّ مسافةٌ وبقاعٌ ... وطعام شفعته بشراب .
كلّ هذا وجل ذاك حديث ... درسته أصاغر الكتّاب .
إنّما يبخل الحكيم بعلم ... عجزت عنه عامة الطلاّب .
ابن صرما .
أحمد بن يوسف بن الشيخ أبي الحسن محمد بن أحمد بن صرما أبو العباس ابن أبي الفتح البغداذي الأزجي المشتري سمع وروى . توفي سنة إحدى وعشرين وستمائة .
موفق الدين الكواشي .
أحمد بن يوسف بن حسن بن رافع الإمام العلامة الزاهد الكبير موفق الدين أبو العباس الموصلي الكواشي المفسّر نزيل الموصل . ولد بكواشة وهي قلعة من عمل الموصل سنة تسعين أو إحدى وتسعين . قرأ القرآن على والده واشتغل وبرع في القراءات والتفسير والعربية والفضائل . وسمع من أبي الحسن ابن روزبه وقدم دمشق وأخذ عن السّخاوي وغيره . وحجّ وزار القدس ورجع إلى بلده وتعبد . وكان عديم النظير زهداً وصلاحاً وتبتلاً وصدقاً وكان يزوره السلطان فمن دونه ولا يعبأ بهم ولا يقوم لهم ولا يقبل لهم شيئاً وله كشف وكرامات وأضرّ قبل موته نحو عشر سنين . صنّف التفسير الكبير والصغير وأرسل نسخة إلى مكة وإلى المدينة نسخة وإلى القدس نسخة ولأهل الموصل فيه اعتقاد عظيم . وكان كثير الإنكار على بدر الدين صاحب الموصل وإذا شفع عنده لا يرده . قال الشيخ شمس الدين : وكان شيخنا المقصّاتي يطنب في وصفه وقرأ عليه تفسيره فلما وصل إلى سورة الفجر منعه وقال أنا أجيزه لك ولا تقول كمّلت الكتاب على المصنّف يعني أن للنفس في ذلك حظاّ وحدث عنه بالكتاب سنة اثنتي عشرة وسبعمائة . وتوفي الشيخ موفق الدين سنة ثمانين وستمائة . قلت : جوّد إعرابه وهو من الكشاف وحرّر الوقوف وأنواعها من التامّ والكافي واحسن والجائز وغير ذلك .
علم الدين ابن الصاحب