فكساه مروان وأمر له بثلاثين ناقة وأوقرها برّاً وزبيباً وشعيراً .
وكان أرطأة يتهاجى هو وشبيب بن البرصاء فقال : .
ألا مبلغ فتيان قومي أنّني ... هجاني ابن برصاءٍ اليدين شبيب .
وفي آل عوفٍ من يهود قبيلة ... تشابه منها ناشؤون وشيب .
منها : .
فما ذنبنا أن امّ حمزة جاورت ... بيثرب أتياساً لهن نبيب .
وأنّ رجالاً بين سلعٍ وواقم ... لأير أبيهم في أبيك نصيب .
فلو كنت عوفياً عميت وأسهلت ... كداك وكن المريب مريب .
ولما قال هذا الشعر كن كل شيخ من بني عوف يتمنى أن يعمى وكان العمى شائعاً في بني عوف كلما أسنّ منهم رجل عمي . ثم إن شبيباً عمي بعد موت أرطأة فكان يقول : ليت ابن سهية عاش حتّى يراني أعمى فيعلم أنّي عوفي .
وقال أرطأة يوماً للربيع بن قعنب كالعابث به : .
لقد رأيتك عرياناً ومؤتزراً ... فما دريت أأنثى أنت أم ذكر .
فقال الربيع مجيباً له : .
لكن سهيّة إذ تدري إذ أتيتكم ... على عريجاء لمّا احتلّت الأزر .
أرغون .
ابن أبغا ملك التتار .
أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولي بن جنكزخان ملك التتار وصاحب العراق وخراسان وغير ذلك . جلس على تخت الملك بعد قتل عمّه الملك أحمد وقد تقدم ذكره ؛ وكان شهماً شجاعاً مقداماً كافر النفس سفّاك الدماء ذا هيبة وجبروت وكان مليح الصورة وهو أبو غازان وخربندا الملكين . حكى عز الدين حسن الطبيب أنه سمع العماد بن الخوام الحاسب ببغداذ يقول : شاهدت أرغون بن أبغا وقد صفّوا له ثلاثة أفراس فوقف راجلاً عند أولها وطفر في الهواء ركب الثالث منها ولم يتشبّث بشيء من الفرسين . وكان وزيره سعد الدولة قد استولى على عقله يصرّفه كيف أراد ويحكم في دولته تحكماً زائداً . وهلك أرغون في سنة تسعين وستمائة في سابع ربيع الأول . فيقال إنه سقي السم ولم يصحّ فاتهم المغل اليهود بقتله ونصّوا على سعد الدولة ومالوا على اليهود قتلاً ونهباً وورد الخبر بموت أرغون والملك الأشرف صلاح الدين خليل ابن الملك المنصور قلاوون على عكّا فكان عام الدّمار على اليهود والنصارى . واختلف المغل بعد موته فمالت طائفة إلى بيدرا ولم يوافقوا على كيختو فرحل كيختو إلى الروم وكان جلوسه على التخت ثلاثة أيام .
الحافظية .
أرغون الحافظية عتيقة الملك العادل وهي التي ربّت الملك الحافظ صاحب قلعة جعبر وكانت بدمشق وكانت تبعث إلى القلعة بالأطعمة والثياب إلى الملك المغيث عمر ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب وهو محبوس فحقد عليها الملك الصالح إسماعيل وصادرها وأخذ منها أموالاً كثيرة . بنت لها تربةً مليحة فوق عين الكرش بدمشق ووقفت دارها بدمشق على خدّامها وعاشت زماناً وتوفيت سنة ثمان وأربعين وستمائة .
سيف الدين الجمدار العادلي .
أرغون العادلي الأمير سيف الدين الجمدار من أمراء دمشق بقي في الأميرية يسيرأ ومات بدار ابن أتابك سنة خمس وتسعين وستمائة .
أرغون شاه الأمير .
سيف الدين الناصري .
كان قد جلبه الكمال الخطائي إلى السلطان بوسعيد من بلاد الصين هو وسبعة ارؤس من المماليك وثمانمائة ثوب وبر خطائي من أملاك بوسعيد الموروثة له عن أبيه وحدّه من جدّهم جنكزخان بتلك البلاد فنمَّ على الكمال الخطائي إلى بوسعيد فصادره وأخذ منه مائة ألف دينار ثم إن بوسعيد كرهه لمّا نم على الكمال الخطائي فأخذه دمشق خواجا ابن جوبان النّوين من بوسعيد وكأن ذلك لم يهن عليه ونمَّ إلى بوسعيد بأمر دمشق خواجا مع الخاتون طقطاي وجرى لهما ما جرى من حزّ رأسيهما وارتجع بوسعيد الأمير سيف الدين أرغون شاه