أسامة بن علي بن سعيد بن بشير بن مهران الرازي أبو رافع ابن أبي الحسن . كان والده من حفاظ الحديث يعرف بعلّيك . ولد بسرّ من رأى وحملته أمه إلى والده بمصر وسمع هناك وحدّث . وكان حسن الحديث كثير الكتابة ثقة كتبت عنه أحاديث حسان وتوفي بمصر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة .
السجزي النحوي .
أسامة بن سفيان السجزي النحوي من نحاة سجستان وشعرائها . قال ياقوت : ذكره أبو الحسن البيهقي في كتاب الوشاح وأنشد له : .
أبى النأي إلاّ أن يجدّد لي ذكرى ... لمن ودعتني وهي لا تملك العبرا .
وقالت رعاك الله ما خلت أنني ... أراك تسلّى أو تطيق لنا هجرا .
وكانت ترى فرط العلاقة ساعة ... تغّيبها عنا وإن قصرت شهرا .
وتجزع من وشك الفراق فما لنا ... على فرقة الأحباب أن نظهر الصبرا .
منها في المديح : .
وزير يرى المعروف يجمل ذكره ... فأرسل بين الناس معروفه غمرا .
فما أقلعت يوماً غمامة جوده ... ولا قطرت رشاً ولا أخطأت قطرا .
وما اختص يوماً حاضراً دون غائب ... برفدٍ ولا ذا فاقةٍ دون من أثرى .
وقد أمه الراجون من كلّ وجهةٍ ... فأربى مرجّاهم بواحدةٍ عشرا .
قلت : شعر منحط لكنه منسجم .
مؤيد الدولة ابن منقذ .
أسامة بن مرشد بن علي بن مقلّد بن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم بن سرار بن زياد بن رغيب بن مكحول بن عمر بن الحارث ابن عامر بن مالك ابن أبي مالك ابن عوف بن كنانة ينتهي إلى قحطان مجد الدين مؤيد الدولة أبو المظفر ذكره العماد الكاتب في الخريدة أثنى عليه ثناء كثيراً . ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وتوفي سنة أربع وثمانين وخمسمائة . ودفن بدمشق بجبل قاسيون . وفي بيته بنى منقذ جماعة فضلاء يأتي ذكر كل منهم إن شاء الله في موضعه . لم يزل بنو منقذ مالكين حصن شيزر معتصمين بحصانتها حتى جاءت الزلزلة سنة نيف وخمسين فخرب حصنها وذهب حسنها وتملكها نور الدين الشهيد عليهم وأعاد بناءها فتشعبوا شعبا وتفرّقوا أيدي سبا وكان هذا الأمير مجد الدين من أكابر بني منقذ وشجعانهم وعلمائهم . له تصانيف عديدة في فنون الأدب . وسكن دمشق مدة ثم نبت به كما تنبو الديار بالكريم فانتقل إلى مصر فبقي بها مؤمّراً مشاراً إليه بالتعظيم وكان قدومه أيام الظافر ابن الحافظ والوزير يوم ذاك ابن السلاّر العادل فأحسن إليه ولم يزل إلى أيام الصالح ابن رزّيك ثم عاد إلى دمشق وسكنها ثم رماه الزمان إلى حصن كيفا فأقام به حتى ملك السلطان صلاح الدين دمشق فاستدعاه وهو شيخ قد جاوز الثمانين . وروى عنه ابن عساكر وأبو سعد السمعاني وأبو المواهب ابن صصرى والحافظ عبد الغني وولده الأمير أبو الفوارس مرهف وملكت نسختين بديوانه وهما بخط يده . نقلت من أحدهما في ضرس قلعة وهو مشهور : .
وصاحب لا أملّ الدّهر صحبته ... يشقى لنفعي ويسعى سعي مجتهد .
لم ألقه مذ تصاحبنا فمذ وقعت ... عيني عليه افترقنا فرقة الأبد .
ونقلت منه قوله : .
يا دهر ما لك لا يصدُّ ... كُ من مساءتي العتاب .
أمرضت من أهوى ويأ ... بى أن أمرّضه الحجاب .
لو كنت تنصف كانت ال ... أمراض لي وله الثواب .
وهو مأخوذ من قول الآخر : .
يا ليت علّته بي غير أن له ... أجر العليل وأنّي غير مأجور .
ونقلت منه قوله : .
شكا ألم الفراق الناس قبلي ... وروع بالنّوى حيٌّ وميت .
وأمّا مثل ما ضمّت ضلوعي ... فإنّي لا سمعت ولا رأيت .
ونقلت منه قوله : .
وما أشكو تلوّن أهل ودّي ... ولو أجدت شكيتهم شكيت .
مللت عتابهم ويئست منهم ... فما أرجوهم فيمن رجوت .
إذا أدمت قوارصهم فؤادي ... صبرت على الأذية وانطويت .
وجئت إليهم طلق المحيّا ... كأنّي لا سمعت ولا رأيت .
تجنَّوا لي ذنوباً ما جنتها ... يداي ولا أمرت ولا نهيت .
ولا والله ما أضمرت غدراً ... كما قد أظهروه ولا نويت .
ويوم الحشر موعدنا وتبدو ... صحيفة ما جنوه وما جنيت .
ونقلت منه قوله :