ثبت الغرامُ بحاكمٍ من حُسنه ... وشهادة الألفاظ وهي معدَّلهْ .
كم صادَ من صادٍ بعينٍ دونها ... أسيافُ لحظٍ في الجفون مُسلَّلهْ .
إن أبعَدتَه يدُ النوى عن ناظري ... فله بقلبي إن ترحَّل منزِلَهْ .
بالعاديات قد اعتدى عنا ضحى ... وبدا له في كل قلب زلزله .
شمس النفوس لبيتنه قد كُورِّت ... والنار في الأحشاء منه مُشْعَلهْ .
وقال C : ركبني دين فوق عشرة آلاف درهم وبقيت منه في قلق فرأيت في النوم والدي وشكوت إليه ثقل الدين فقال : امدح النبي A ! .
فقلت : أعجز عن مدحه A فقال : أمدحه يوف الله عنك دينك ! .
فقلت وأنا نائم من الكامل : .
أجِد المقالَ وجدّ في طول المدى ... فعساك تظفر أو تنال المقصدا .
هي حَلبْة للمدح ليس يجوزها ... بالسبق إلاّ من أُعينَ وأسْعدا .
وانتبهت وأتممت القصيدة فوفى الله عني ديني تلك السنة .
ومن شعره من الطويل : .
أراك إذا ما امتدّ طرفيَ حاضراً ... بكلّ مكان عند كلّ عيانِ .
ولست أرى شيئاً سواك حقيقةً ... لأنّك لا تفني وغيرُك فإني .
ومنه من الدوبيت : .
يا أحمدُ إنّ فترة الأجفان ... نُبِّثْتَ بها في آخر الأزمانِ .
والمُعْجِز منك واضحُ البرهان ... تحيي بالوصل ميّتَ الهجران .
مجد الدين ابن كسيرات .
إسماعيل بن إبراهيم ابن أبي القاسم ابن أبي طالب ابن كسيرات الصدر مجد الدين أبو الفداء الموصلي ولي المناصب الكبار بالموصل وقدم الشام وولي نظر حمص مدة وولي نظر الدواوين بدمشق ولما تسلطن سنقر الأشقر وزره وباشر الأمور أيامه مكرهاً وحصل له من صاحب مصر مصادرة ونكد ثم لزم بيته وحج وأقام بطالاً بجبل قاسيون ومات وقد جاوز السبعين سنة اثنتين وثمانين وستمائة .
أبو معمر الهذلي الهروي .
إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر الهذلي القطيعي الهروي نزيل بغداد روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وروى عنه النسائي بواسطة وأبو زرعة وأبو حاتم وبقي بن مخلد . وكان من تشدده يقول : لو نطقت بغلتي لقالت : أنا سنية . وأخذ في المحنة فأجاب وقال : كفرنا وخرجنا . وقال : آخر كلام الجهمية أنه ليس في السماء إله . توفي سنة ست وثلاثين ومائتين .
إسماعيل بن إبراهيم بن بسام أبو إبراهيم الترجماني كان عالماً فاضلاً شهد جنازته خلق كثير . كتب الإمام أحمد عنه أحاديث وقال : ما أحسن هذه . أسند عن هشيم بن بشير وغيره . ووفاته في سنة ست وثلاثين ومائتين .
أبو علي الحمدوني .
إسماعيل بن إبراهيم بن حمدويه أبو علي الحمدوني وجده حمدويه صاحب الزنادقة على عهد الرشيد . قال المرزباني : بصري مليح الشعر حسن التضمين اشتهر بقوله في طيلسان أحمد بن حرب ابن أخي يزيد المهلبي وشاة سعيد وفقر الحرزي وإبط قرب جارية البرامكة وقبح أبي حازم وكان يقول : أنا ابن قولي من الخيف : .
يا ابن حربٍ كسَوْتني طيلساناً ... ملَّ من صحبة الزمان وصدّا .
طال تردادُه إلى الرّفْوِ حتّى ... لو بعثْناه وحدْهَ لتهدّى .
وله ويقال إنه أول شيء قاله فيه وقد قال فيه خمسين مقطوعاً من الطويل : .
كساني ابنُ حربٍ طيلساناً كأنّه ... فتىً ناحلٌ بالٍ من الوجد كالشنِّ .
تغنّى لإبراهيم لما لبسته : ... ذهبتُ من الدنيا وقد ذهبتْ مني .
يريد إبراهيم بن المهدي وقد تقدم ذكره وهذا الشعر تتمته مذكورة في ترجمته . وقال الحمدوني في شاة سعيد من الخفيف : .
ما أرى إن ذبحتُ شاة سعيد ... حاصلاً في يديّ غير الإهابِ .
ليس إلاّ عظامُها لو تراها ... قلت : هذي أزائفُ في جرابِ .
من خساس الشاء اللواتي إذا ما ... أبصروهن قيل : شاء التهاب .
ستراهن كيف ينفضن في وج ... هذا المصخي بهن يوم الحساب .
وقال فيها أيضاً من البسيط : .
أيا سعيدُ لنا في شاتك العِبَرُ ... جاءتْ وما إنْ لها بَولٌ ولا بَعَرُ .
وكيف تبعرُ شاةٌ عندكم مكثتْ ... طعامُها الأبيْضان : الماء والقمَرُ