لولا الحياءُ وأنّني مشهورُ ... والعيبُ يَعْلق بالكبير كبيرُ .
لحللتُ منزلَها الذي تحتلُه ... ولكان منزلنا هو المهجورُ .
وانتهى إلى منزلٍ على باب داره فقال : الله أكبر الله أكبر ثم مر في أذانه . والشعر لإبراهيم ابن المهدي . وحكى أبو حيان هذه الحكاية كما مرت وزاد فيها : فقيل له : افتتحت أذانك بقول الشعر ! .
فقال : دعوني فو الله لو نظر أمير المؤمنين إلى ما نظرت إليه لشغله عن تدبير ملكه . قيل له : فهل قلت شيئاً آخر فيه ؟ قال : نعم أبيات عبثت بي وأنا في المحراب فما استتممت قراءة الحمد حتى فرغت منها وهي من المنسرح : .
ألحاظُه ترجمان مَنْطِقه ... ووجهه نزهةٌ لِعاشقهِ .
هَذْ به الظرْفُ والكمال فما ... يُمِرُّ عيباً على طرائِقِهِ .
قد كثرتْ قالةُ العباد فما ... تسمعُ إلاّ سُبحانَ خالِقِه .
أبو القاسم المحرر .
إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله أبو القاسم المحرر ابن المذكور في فصل إسحاق المعروف بالبربري صاحب الخط المليح .
أبو بكر السراج النيسابوري .
إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران أبو بكر السراج النيسابوري مولى ثقيف سمع الإمام أحمد وكان صاحبه وغيره وأقام ببغداد خمسين سنة . وتوفي سنة ست وثمانين ومائتين .
الأموي .
إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي المكي روى عن أبيه وبجير بن أبي بجير وسعيد بن المسيب وعكرمة وسعيد المقبري وأبي سلمة ابن عبد الرحمن وعبد الله بن عروة ومكحول وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة . قال ابن حنبل : هو أثبت من أيوب بن موسى . توفي سنة تسع وثلاثين ومائة وقيل : سنة أربع وأربعين ومائة .
اللاحقي .
إسماعيل بن بشر بن المفضل بن لاحق البصري وهو ابن عم أبان اللاحقي الشاعر وقد تقدم ذكره في موضعه . وكان بشر بن المفضل محدثاً جليلاً روى عن ابن شبرمة وغيره من العلماء . وإسماعيل ابنه أحد المقلين من الشعر وهو القائل من الهزج : .
دواء الهمِّ يا ذا الهَ ... مّ قرْعُ السِنّ بالكاسِ .
على وجهِ الذي تهوا ... هُ بالكوب وبالطاسِ .
ووردٍ مثل خدَّيه ... مع النسرين والآسٍ .
إذا لم تضْمر الكُفْر ... فما بالخمر من باسِ .
إسماعيل بن بلبل الشيباني .
أبو الصقر الكاتب .
كان بليغاً كاتباً شاعراً أديباً كريماً جواداً ممدحاً . ولي الوزارة للمعتمد سنة خمس وستين ومائتين بعد وزارة الحسن بن مخلد الثانية فبقي مدة يسيرة ثم عزل ثم وليها ثانيةً سنة خمس وستين ومائتين في شوال ثم عزل في شهر رمضان سنة ست وستين ونفي إلى بغداد ثم أعيد إلى الوزارة نوبة ثالثةً حين قبض على صاعد بن الوزير ولقب بالشكور وذلك في ثالث عشر شهر رجب سنة اثنتين وسبعين ومائتين بواسط . وكان واسع النفس وظيفته في كل يوم سبعون جدياً ومائة حمل ومائة رطل من سائر الحلوى ولم يزل على وزارته إلى أن توفي الموفق أخو المعتمد وبعد موته بيومين لخمس ليالٍ بقين من صفر سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين قبض أحمد بن الموفق الملقب بالمعتضد وعمه المعتمد هو الخليفة على أبي الصقر الوزير وكبله بالحديد وألبسه جبة صوف مغموسة بدبس وماء الأكارع وتركه في الشمس وعذبه بأنواع العذاب إلى أن هلك . وكانت وزارته الثالثة خمس سنين وسبعة أشهر واثنتين وعشرين يوماً . ولما مات رآه إبراهيم الحربي أو غيره من العلماء الصلحاء في منامه فقال له : ما فعل الله بك يا أبا الصقر ؟ قال : غفر لي بما لقيت ولم يكن الله D ليجمع علي عذاب الدنيا والآخرة