إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن أبي بكر بن هبة الله بن حسن الأنصاري أبو طاهر ابن أبي محمد المعروف بابن الأنماطي المصري اشتغل بالعلم في صباه وتفقه على مذهب الشافعي وسمع الكثير من شيوخ مصر : من القاضي أبي الحسن محمد بن عبد الملك الرملي وأبي القاسم البوصيري وإسماعيل بن ياسين وأبي عبد الله محمد الأرتاحي وجماعة دونهم وسمع بالإسكندرية من القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي وغيره وسكن دمشق وسمع الكثير من أبي طاهر الخشوعي وعبد الصمد بن الحرستاني والكندي وخلقٍ كثير بدمشق وكتب بخطه كثيراً وكان يكتب سريعاً وينقل صحيحاً ويقرأ صحيحاً مهذباً مفوهاً سريعاً وحج وقدم من مكة إلى بغداد وسمع بها وبواسط . قال محب الدين ابن النجار : وكانت مدة في مدة طويلة وكان له همة وافرة وحرص شديد على الفوائد وجد واجتهاد في طلب الحديث مع معرفة بالحديث كاملة وحفظ وإتقان وصدق وثقة وغزارة علم وحسن طريقة وجميل سيرة وفصاحة وحسن عبارة وسرعة قلم وجودة خط واقتدار على النظم والنثر ولعمري لقد كان بعيد الشبيه معدوم النظير في وقته وكان ظريفاً دمثاً طيب الأخلاق متواضعاً متجباً إلى الناس متودداً سخي النفس باذلاً لكتبه وأجزائه للقراء لا يبخل بفائدة مسارعاً إلى قضاء حوائج الناس وكان من الحكايات والنوادر والأناشيد شيئاً كثيراً . كتبت عنه ببغداد وكتب عني سألته عن مولده فقال : بمصر يوم الثلاثاء مستهل ذي القعدة سنة سبعين وخمسمائة وأول سماعي الحديث بنفسي سنة أربع وثمانين . وتوفي بدمشق في ليلة الاثنين الثالث عشر من شهر رجب سنة تسع عشرة وستمائة ودفن من الغد بمقابر الصوفية وزرت قبره C تعالى . قال الشيخ شمس الدين : كان أشعرياً له كلام يحط فيه على إمام الأئمة ابن خزيمة . مات في الكهولة ولم يرو إلا القليل .
أبو العباس الميكالي .
إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال ينتهي إلى يزدجرد بن بهرام جور أبو العباس الميكالي كان شيخ خراسان ووجهها في عصره سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن إسحاق السراج وأحمد بن محمد الماسرجسي وعبدان بن أحمد بن موسى الجواليقي الحافظ وغيرهم وسمع منه الحفاظ مثل أبي علي النيسابوري وأبي الحسين محمد بن محمد الحجاجي والحافظ أبي عبد الله ابن البيع . ولما قلد المقتدر أباه عبد الله بن محمد الأعمال بكور الأهواز استدعى أبوه أبا بكر ابن دريد لتأديبه وفي عبد الله بن محمد بن ميكال وابنه أبي العباس قال ابن دريد مقصورته المشهورة . قال أبو العباس : لما أنشدنيها لم تصل يدي في ذلك الوقت إلا إلى ثلاثمائة دينار صببتها في طبق كاغدٍ ووضعتها في يديه . وحدث أبو العباس بضعة عشر سنةً إملاءً وقراءةً . ولما توفي أبوه عبد الله قلده الخليفة الأعمال التي كان أبوه يتقلدها وأمر له باللواء والخلعة . وخرج له بذلك خادم من خواص الخدم فبكى واستعفى . وتوجه إلى هراة وكامن والي خراسان أحمد بن إسماعيل فلعب معه بالصولجان وأعجبه ذلك وعرض عليه أعمالاً جليلةً فامتنع فزوده بجهازٍ وخلع ثم تقلد بالكره منه ديوان الرسائل وجلس في مجلس السلطان مع الوزير أبي جعفر أحمد بن الحسين العتبي وأمر أن يغير زيه من التعميم تحت الحنك والرداء وغير ذلك فلم يفعل وكان يجلس في الديوان متطلساً متعمماً تحت الحنك . وتوفي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة بنيسابور وهو ابن اثنتين وتسعين سنة .
أبو النصر العجلي .
إسماعيل بن عبد الله بن ميمون بن عبد الحميد ابن أبي الرجال أبو النصر العجلي سمع خلقاً كثيراً وروى عنه ابن المنادي وغيره وكان ثقةً شاعراً توفي ببغداد في شعبان سنة سبعين ومائتين وقد بلغ أربعاً وثمانين سنة . ومن شعره من الطويل : .
تخبّرني الآمالُ أنّي معمَّر ... وأنّ الذي أخشاه عنّي يؤخَّرُ .
فكيف ومَرُّ الأربعين قضية ... عليَّ بحكمٍ قاطعٍ لا يغيَّرُ .
إذا المرء جاز الأربعين فإنّه ... أسيرٌ لأسباب المنايا ومَعْبرُ .
ابن أبي أويس .
إسماعيل بن عبد الله ابن أبي أويس أبو عبد الله أحد فقهاء الحجاز ؛ له شعر قليل . ندم بعضهم على طلاق زوجته فقال بيتين وسأل أن يجيزهما إسماعيل فقال من الوافر :