إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن يحيى بن بنان الخطبي أبو محمد سمع الحارث ابن أبي أسامة والكديمي وعبد الله بن أحمد وغيرهم وروى عنه الدارقطني وابن شاهين ورزقويه وكان ثقةً فاضلاً نبيلاً فهماً عارفاً بأيام الناس وأخبار الخلفاء وصنف تأريخاً كبيراً على السنين وكان أديباً يتحرى الصدق . وجه إليه الراضي ليلة عيد الفطر فحمل راكباً وقال له : قد عزمت غداً على الخطبة بنفسي في المصلى فماذا أقول إذا دعوت لنفسي ؟ . فأطرق ثم قال : قل رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين فدفع إليه أربعمائة دينار . وتوفي سنة خمسين وثلاثمائة في خلافة المطيع . وكان يرتجل الخطب فلهذا قالوا : الخطبي .
العبديلي .
إسماعيل بن علي الأستاذ المهذب أبو الفضل العبديلي الشهرزوري . قال الباخرزي : انتظمت بيني وبينه صحبة في أيام الصاحب أبي عبد الله الحسين بن علي بن ميكال الغزنوي وأنا يومئذ أكتب في ديوان الرسائل وهو في وزارة الأمير قتلمش بن معز الدولة . وأورد له قوله من البسيط : .
أما الحُسامُ مَهيباً في القِرابِ كذا ... وفي الرقاب غراري مُختلي القَصَرِ .
لابدّ أن أنتَضَى والدهر ذو غيَرٍ ... يُحتاج فيه إلى الصمصامة الذكرِ .
قال الباخرزي : وكتب إليه من المنسرح : .
حوى أبو الفضل ما كنوه به ... فالفضل في الانتساب عَبْد يِلي .
أرى له من لزوم طاعته ... عليّ ما لا يراه عبدي لي .
أبو الطاهر المطرز .
إسماعيل بن علي الربعي أبو الطاهر المطرز . قال ابن رشيق في الأنموذج : شاعر مذكور جيد المعرفة بالعروض . وأورد له من الوافر : .
لقد أبدي وصالاً بعد صَدِّه ... وجاد بقربه ووفى بعهدِهْ .
لصبٍّ بات حَشْو حشاه جمرٌ ... تضرَّم من صبابته ووجْدِهْ .
رَشاً قامت عذاراه بعذري ... على من لامني في لامِ خَدِّه .
كأنَّ يداً تخطُّ على صباح ... كمثل وصاله ليلاً بصدِّه .
سباني طرفه فطرفت شوقاً ... إليه وقَدَّ قلبي حُسْنُ قدِّه .
وأورد له أيضاً من المجتث : .
صددتَ من غير ذنْب ... عن مُدنفٍ حِلْفِ كْربِ .
أبقيتَه للتصابي ... نشوانَ من غيرِ شربِ .
يا مَن يميت ويُحيي ... ما بين بُعدٍ وقُرْبِ .
لم تَنْأَ عنّي ! .
ولكنْ ... جسمي نأَى عنه قلبي .
وأورد له أيضاً من الوافر : .
رأيتً مَنِ استهام به فؤادي ... فحيّاني وأَحْيى بالسَّلامِ .
فكاد يرى مكانَ هواه منّي ... وما أُخفيه من فرط السقامِ .
قلت : شعر متوسط وقوله فرط السقام متعلق ب يرى وليس هو متعلقاً ب أخفيه يريد : كاد من فرط سقامي يرى مكان هواه مني وما أخفيه وهذه مبالغة في وصف السقام .
كاتب كرامة .
إسماعيل بن علي أبو الطاهر المعروف بكاتب كرامة من أهل قفصة . قال ابن رشيق في الأنموذج : شاعر لطيف حلو الكلام كتب لكرامة ابن عده العزيز بالله ثم فارقه وتوجه إلى ناحية الشرق سنة ثلاث عشرة وأربعمائة . ولم يظهر له خبر ولا حفظ له إلا قوله من الكامل : .
ولقد قطعتُ الليل في دَعةٍ ... من غير تأثيم ولا ذنْبِ .
بأعزّ من بصري على بصري ... وأحبّ من قلبي إلى قلبي .
وكان مستعفّاً مشهوراً بذلك ولا أدري هل أتي عليه أو لا .
أبو محمد الحظيري .
إسماعيل بن علي الحظيري من أعمال دجيل من نهر تاب قدم بغداد في صباه وقرأ الأدب على ابن الخشاب وعبد الرحمن بن الأنباري وحبشي الواسطي واللغة على ابن الجواليقي وابن العصار وبرع في ذلك وصار فاضلاً وأنشأ الخطب والرسائل وصنف كتاباً سماه تحرير الجواب وتقرير الصواب وكان زاهداً حسن الطريقة متورعاً . سكن الموصل ومات بها سنة ثلاث وستمائة . وله كتاب جيد في القراءات . ومن شعره من السريع : .
لا عالِمٌ يبقى ولا جاهلُ ... ولا نبيهٌ لا ولا خاملُ .
على سبيلٍ مَهْيَعٍ لاحِبٍ ... يودي أخو اليقظة والغافلُ .
ومنه من الطويل : .
أحِبتَّنَا من أهل بغداد إنني ... إليكم مشوق ؟ ٌ لستُ بالشوق أفصحُ