أتراكَ ترثي لي من ال ... بَلْوَى فتْرحم ما أُلاقي .
وتمنَّ لي بتواصُلٍ ... يوماً وتُنْعِمُ بالتلاقي .
ومنه من الرجز : .
حنَّ إلى عهد الشباب والصِّبي ... صبٌّ كئيبٌ مستهامٌ فصبا .
ولم تزلْ أشواقه تقلِقهُ ... حتى بكي من الجَوى منتحبا .
يذكر أيّاماً له تقادمَتْ ... وصفو عيش لم يزل مُنتهَبَا .
من قبل أن تغرب شمس وصله ... ولم يكن بدرُ الوفا محتجبا .
أيّامَ لا يخشى عدوّاً كاشحاً ... ولم يخَفْ في الحبّ عينَ الرُّقَبا .
وصاحَ من عُظم الجوى : واأسفا ! .
... وقال من غرامه : واحربّا ! .
عماد الدين ابن باطيش الشافعي .
إسماعيل بن هبة الله بن سعيد بن هبة الله بن محمد الإمام عماد الدين أبو المجد ابن أبي البركات ابن أبي الرضا ابن باطيش الموصلي الفقيه الشافعي ولد سنة خمس وسبعين وسمع ببغداد من جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي وابن سكينة وابن المقرون وابن جوالق وعبد الواحد بن سلطان ويحيى بن الحسن الأواني وجماعة وبحلب من حنبل وبدمشق من الكندي وابن الحرستاني وابن الزنف والخضر بن كامل وبحران من عبد القادر الحافظ ودرس وأفتى وصنف وكان من أعيان الأئمة وله معرفة بالحديث ومجاميع في أسماء الرجال وغير ذلك . وله كتاب طبقات أصحاب الشافعي ومشتبه النسبة والمغني في شرح غريب المهذب ولغته وأسماء رجاله وكان عارفاً بالأصول حسن المشاركة في العلوم روى عنه الدمياطي وابن التوزي والتاج صالح الحاكم وابن الظاهري وجماعة وكان واصلاً عند الأمير شمس الدين لؤلؤ نائب المملكة وبينهما صحبة من الموصل درس بالنورية بحلب وتخرج به جماعة وانتقى لنفسه جزءاً عن شيوخه . توفي سنة خمس وخمسين وستمائة وقد جاوز الثمانين . وأورد له ابن النجار من الطويل : .
بأيّ لسانٍ بَعد بُعدِك أنطقُ ... لأبدي جناياتٍ جناها التفرّقُ .
سُهاد بجفْن العين منّي موكَّل ... وقلب لتَذْكار الأحبّة يخفقُ .
وشوق إلى الزَوْراء يزداد كلّما ... ترنّم قُمْريٌّ وناحَ مُطَوَّقُ .
وما شاقني جسر ولا رقَّة ولا ... صراة بها ماءُ الفرات مُرَقْرَقُ .
ولا نهرَ عيسى والحريم ودجلة ... ولا سُفْنها أمْست تخبُّ وتُعْنِقُ .
ولكن لليلاتٍ تقضَّت بسادةٍ ... برؤيتهم شملُ الهموم يُفرَّق .
فلا غرْوَ أن يذري الدموعَ لبعدهم ... ومنهم حليفُ المَكْرُمات الموفَّق .
المليجي المقرئ .
إسماعيل بن هبة الله بن علي بن هبة الله فخر الدين أبو الطاهر ابن أبي القاسم ابن المليجي المصري المقرئ المعدل مسند القراء في زمانه ولد سنة تسع وثمانين أو قبلها بيسير وقرأ بالسبع على أبي الجود وهو آخر من قرأ عليه وفاةً وازدحم عليه آخر عمره الطلبة لعلوه ولإتقانه وقرأ عليه الشيخ أثير الدين أبو حيان وقطب الدين عبد الكريم والتقي أبو بكر الجعبري وتساوى القراء بعده في إسناد أبي الجود . وتوفي سنة إحدى وثمانين وستمائة .
القوصي أبو الطاهر .
إسماعيل بن هبة الله بن عبد الله القاضي أبو الطاهر القوصي أديب شاعر روى عنه تقي الدين ابن دقيق العيد والفقيه عبد الملك بن أحمد الأرمنتي وأثير الدين أبو حيان . أنشدني أثير الدين أبو حيان قال : أنشدنا لنفسه من الخفيف : .
يا شبابي أفسدتَ صالح ديني ... يامشّيبي نغَصتَ لذةّ عيشي ! .
فعَدْوّان أنتما لا صديقا ... ن تلاعبَتُما بحلْمي وطَيْشي .
عز الدين الإسنائي