إسماعيل بن هبة الله بن علي بن الصنيعة القاضي عز الدين الإسنائي أخو نور الدين وهو الأكبر سمع الحديث من قطب الدين القسطلاني وكان من الفقهاء الكرماء اشتغل ببلده على الشيخ بهاء الدين القفطي ثم جرى بينه وبين شمس الدين أحمد بن السديد ما اقتضى أن ترك إسنا ودخل القاهرة وقرأ الأصول والخلاف والمنطق والجدل على شمس الدين محمد بن محمود الأصبهاني ولازمه سنين وكان كريماً جواداً محسناً إلى أهل بلاده وولي الحكم من ابن بنت الأعز ثم ولي من جهة ابن دقيق العيد وعمل عليه وحصل منه كلام وجره ذلك إلى أن انتقل إلى حلب ناظر الأوقاف ودرس بها وظن الشيعة بحلب لكونه من إسنا أن يكون شيعياً فصنف كتاباً في فضل أبي بكر Bه وأقام بحلب شهراً يستدل على إمامة أبي بكر ونجم الدين ابن ملي إلى جانبه معيد وصنف كتاباً ضخماً في شرح تهذيب النكت وكان في ذهنه وقفة إلا أنه كان كثير الاشتغال وكان بحلب إلى أن وصل قازان إلى البلاد فعاد إلى القاهرة وتوفي بها سنة سبعمائة وأظنه جاء إلى صفد قاضياً أيام نائبها الأمير سيف الدين كرآي المنصوري فما مكنه من الإقامة بها .
ابن خيطية .
إسماعيل بن هارون نفيس الدين الدشناوي العبسي الصوفي المعروف بابن خيطية كانت له معرفة بالقراآت ومشاركة في النحو والأدب كان صوفياً بالجامع الناصري بمصر . توفي في حدود الثلاثين وسبعمائة ومن شعره من الرجز : .
قُلْ لظباء الكُثُبِ ... رفقاً على المُكْتَئِبِ .
رفقاً بمن بُلي بكمْ ... شيخاً وكهلاً وصَبي .
دموعُه جارية ... كالوابلِ المنسكبِ .
على زمانٍ مرّ في ... لذّة عيشٍ خصِبِ .
لذّة أيّام الصِّبي ... ياليتَها لم تَغِبِ .
قَضَّيْتُ فيها وَطَراً ... ونِلْتُ فيها أربي .
بين حِسانٍ خُرّّدٍ ... مُنعّمات عُرُبِ .
وشادنٍ مُبتسمٍ ... عن دُرّ ثّغْرٍ شَنَبِ .
ألفاظُه تفعل ما ... تفعلُ بنتُ العِنَبِ .
مجد الدين ابن الكتبي .
إسماعيل بن إلياس الصاحب المعظم مجد الدين ابن الكتبي . قال ابن الفوطي : كان من أفاضل الأعيان مليح الخط قرأ الطب والهندسة والأدب وولي الأعمال الجليلة كتبت عنه وكان جميل الجملة والتفصيل قتل بدار الشاطبا وكان يومئذ صائماً في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وستمائة .
المزني الشافعي .
إسماعيل بن يحيى أبو إبراهيم الفقيه المصري المعروف بالمزني صاحب الشافعي Bه كان زاهداً عالماً مجتهداً مناظراً محجاجاً غواصاً على المعاني الدقيقة صنف كتباً كثيرة : الجامع الكبير والجامع الصغير ومختصر المختصر والمنثور والسائل المعتبرة والترغيب في العلم والوثائق . قال الشافعي : المزني ناصر مذهبي . وكان مجاب الدعوة وكان يغسل الموتى تعبداً وديانةً وقال : تعانيت ذلك ليرق قلبي فصار عادةً وهو الذي غسل الشافعي . وكان رأساً في الفقه ولم تكن له معرفة بالحديث كما ينبغي . وثقه أبو سعيد ابن يونس . وتوفي لست بقين من رمضان سنة أربع وستين ومائتين . وكان إذا فرغ من مسئلةٍ أو دعها ابن سريج : يخرج مختصر المزني من الدنيا عذراء لم تفتض . وهو أصل الكتب المصنفة في مذهب الشافعي وعلى مثاله رتبوا ولكلامه فسروا وشرحوا . ولما ولي القاضي بكار بن قتيبة الآتي ذكره إن شاء الله تعالى مصر وكان حنفي المذهب توقع الاجتماع بالمزني فلم يتفق فاجتمعا في صلاة جنازة فقال بكار لأحد أصحابه : سل المزني شيئاً حتى أسمع كلامه ! .
فقال له ذلك الشخص : يا أبا إبراهيم قد جاء في الأحاديث تحريم النبيذ وجاء تحليله أيضاً فلم قد متم التحريم على التحليل ؟ فقال المزني : لم يذهب أحد من العلماء إلى أن النبيذ كان حراماً في الجاهلية ثم حلل ووقع الاتفاق على أنه كان حلالاً ثم حرم فهذا يعضد صحة الأحاديث بالتحريم . فاستحسن منه ذلك . وكان المزني في غاية الورع وبلغ من احتياطه أنه كان بشرب في جميع فصول السنة في كوز نحاس فقيل له في ذلك فقال : بلغني أنهم يستعملون السرجين في الكيزان والنار لا تطهرها . وكان إذا فاتته صلاة جماعةٍ صلاها منفرداً خمساً وعشرين صلاةً استدراكاً لفضيلة الجماعة .
اليزيدي