إسماعيل بن يحيى بن المبارك اليزيدي أخو إبراهيم المقدم ذكره . كان إسماعيل أحد الأدباء والرواة الفضلاء وكان شاعراً مصنفاً صنف كتاب طبقات الشعراء . توفي قبل السبعين والمائتين . ومن شعره من الخفيف : .
كلّما رابني من الدهر ريب ... فاتَّكالي عليك يا ربِّ فيهِ .
إنّ مَن كان ليس يدري أفي المح ... بوب صُنْع له أو المكروهِ .
لحَرِيٌّ بأنْ يفوّض ما يع ... جز عنه إلى الذي يكفيه .
الإله البرُّ الذي هو في الرأ ... فة أحْنى من أمّه وأبيه .
قعدَتْ بي الذنوبُ أستغفْرِ الل ... هَ لها مُخْلِصاً وأستعفيه .
كم يوالي لنا الكرامة والنع ... مةَ من فضله وكم نعصيه .
محيي الدين ابن جهبل .
إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن جهبل القاضي محيي الدين الحلبي ثم الدمشقي الشافعي مولده ست وستين وستمائة وربي هو وأخوه الإمام الشهاب الدين يتيمين فقيرين فتفقها وتميزا سمع من القاضي شمس الدين ابن عطاء وجمال الدين ابن الصيرفي وجماعة خرج له عنهم علم الدين البرزالي وتفقه بابن المقدس وبابن الوكيل ودرس وأفتى وحصل دنيا واقتنى أملاكاً وناب في القضاء بدمشق وولي تدريس الأتابكية وندب لقضاء طرابلس فباشر ولم يحمد سمع منه البرزالي وابن سعد والذهلي والشيخ شمس الدين وكان مليح الشكل والبزة نقي الشيبة جيد المعرفة بالأحكام والمكاتيب . توفي سنة أربعين وسبعمائة .
القطان المحدث .
إسماعيل بن يزيد الأصبهاني القطان محدث رحال عالي الإسناد صنف كتاب اللباس وغيره . وتوفي بعد الستين والمائتين تقريباً .
أبو فائد الشاعر .
إسماعيل بن يسار النساء إنما سمي أبوه يسار النساء لأنه كان يصنع طعام العرس ويبيعه فيشتر به من أراد التعريس . وكان من موالي بني تيم تيم قريش . وكان إسماعيل منقطعاً إلى الزبير من شعراء الدولة الأموية وكان طيباً مليح الشعر . قيل إنه عادل مرةً عروة بن الزبير في محمل فقال عروة لبعض غلمانه : انظر كيف ترى المحمل ! .
مال واعتدل . فقال إسماعيل : الله أكبر ما اعتدل الحق والباطل قط قبل الليلة ! .
فضحك عروة وكان يستطيبه . وقال إسماعيل يفخر بالعجم على العرب من الخفيف : .
رُبَّ خالٍ مُتَّوجٍ لي وعَمّ ... ماجدِ المجتدى كريمِ النصابِ .
إنّما سُمّيَ الفوارسُ بالفُر ... س مضاهاةَ رفعة الأنسابِ .
فاترُكي الفخر يا أُمامَ علينا ... واتركي الجور وانْصفي بالصوابِ .
إذ نُربّي بناتنا وتدُسّو ... ن سِفاهاً بناتِكم في الترابِ .
فلما سمعه أشعب قال : يا أبا فائد أراد القوم بناتهم لغير ما أردتموهن له . قال : وما ذاك ؟ قال : دفن القوم بناتهم خوفاً من العار وربيتموهن لتنكحوهن . فخجل إسماعيل وضحك من كان حاضراً ؟ . قال إسحاق الموصلي : غني الوليد بن يزيد في شعرٍ لإسماعيل بن يسار وهو من السريع : .
حتى إذا الصُّبح بدا ضوءُه ... وقاربَ الجوزاءُ والمِرْزَمُ .
أقبلتُ والوطءُ خفيف كما ... ينساب في مكمنه الأرقمُ .
فقال : من يقول هذا ؟ قالوا : رجل في الحجاز يقال له إسماعيل بن يسار . فكتب في إشخاصه إليه فلما دخل استنشده القصيدة فأنشده : .
كَلْثَمُ أنتِ الهمُّ يا كلثَمُ ... وأنتمُ الداء الذي أكْتُمُ .
أُكاتِمُ الناسَ هوىً شفّني ... وبعضُ كتمان الهوى أحزمُ .
أُبدي الذي تخفينه ظاهراً ... أرتدّ عنه فيكِ أو أُقْدِمُ .
إمّا بيأسٍ منك أو مَطْمعٍ ... يُسدى بحسن الوُدّ أو يُلْحَمُ .
لا تتركيني هكذا ميّتاً ... لا أُمنَحُ الودّ ولا أُصرَمُ .
أيةَ ما جئتُ على رِقْبَةٍ ... بعد الكَرى والحيُّ قد نوّموا .
ودون ما حاولتُ إذ زرتُكم ... أخوكِ والخالُ والحيُّ قد نوّموا .
أُخافِتُ المَشْيَ حِذار الرَّدى ... والليلُ داجٍ حَلَكٌ مظِلمُ .
وليس إلاّ اللهُ لي صاحبٌ ... إليكمُ والصارمُ اللَّهْذَمُ