وكان يضرب الألف عصاً وأكثر ومات تحت ضربه جماعة منهم بازدار من بازدارية السلطان رآه وهو يسير برا باب اللوق وقد شتم سقاء كان عنده وشتم أستاذه فأمسكه وأحضره إلى البيت الذي له وضربه أكثر من ألف وقال : والك أنت وإياه تخاصمتما أنا أيش كنت ؟ فمات بعد يومين أو ثلاثة وكانت إحدى الذنوب التي عداها عليه السلطان . ومنها أنه قتل جارية السلطان امرأة بكتمر الحاجب بسبب الميراث لأن ابنته كانت زوجة بكتمر أيضاً فضربها ستمائة عصاً... وأشياء غير ذلك . ولما رسم السلطان للأمير سيف الدين تنكز بنيابة دمشق جاء إليه وقال له : رسم بكذا . فقال له : إن أردت أن تقيم بها نائباً سنةً فأنت تفعل ما أقول لك لأنك يتلقاك أهل غزة إلى قطيا بالفاكهة والحلوى والخيول والتقادم فإذا وصلت إلى غزة جاءك أهل دمشق بالتقادم إليها فإذا دخلت إلى دمشق جاءوا إليك وقالوا لك : هذا الصاحب عز الدين ابن القلانسي محتشم كبير ورئيس دمشق والسلطان وغيره يقبل تقادمه وهداياه وقد عمل ضيافةً وجهزها إليك فتأخذها فيجيء إليك غيره ويقول : يا خوند ينكسر خاطري لكونك ما جبرتاني مثل فلان فتقبل منه فيقدم لك الخيول وغيرها وتنحل الإقطاعات والإمرة والوظائف فيأتون إليك بالذهب فتأخذ فيبلغ الخبر أستاذك فأكثر ما يصبر عليك سنةً ويعزلك . وإن أردت أن تكون نائباً طول عمر أستاذك فأنت ما تأخذ من أحدٍ شيئاً أبداً وجميع ما تأخذه في السنة ما يكون خمسين ألف دينار وأستاذك ينعم عليك في السنة بأكثر من مائة ألف دينار ويبلغ أستاذك خبرك فتطول مدتك . فكان الأمير سيف الدين تنكز C تعالى يقول : ما خلاني نائباً هذه المدة كلها إلا الأمير جمال الدين .
جمال الدين البيسري .
آقوش البيسري جمال الدين أحد الأجناد بطرابلس . قارب المائة سنة وله شعر وملح ونوادر . قال : رأيت في المنام من أنشدني من البسيط : .
لمّا بدا كقضيب البان منعطفاً ... وكان يُشتمُّ ريحُ المسك من فيهِ .
فقلتُ : يا لائماتي انظرْن واحدةً ! .
... فذلّكنّ الذي لُمتْنُني فيه .
قال : فحفظتهما ونظمت من البسيط : .
لامتْ نساءُ زَرودٍ في هوى قمرٍ ... كلّ الملاحة جزءٌ من معانيه .
وقلنَ لمّا تبدّا : ليس ذا بَشراً ! .
... فقلت : هذا الذي لُمتْنُني فيه .
الشبلي .
آقوش بن عبد الله جمال الدين الشبلي الشافعي سمع من ابن عبد الدائم وأجاز لي في سنة تسعٍ وعشرين وسبعمائة بخطه بدمشق . وتوفي C في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة .
الألقاب .
الأقيشر : اسمه المغيرة بن عبد الله يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف الميم في مكانه .
الأكار الزاهد : أحمد بن جعفر .
الإكاف : اسمه ثعلب بن مذكور .
الأكال : محمد بن خليل .
أكثل الصحابي .
أكتل بفتح الهمزة وسكون الكاف وفتح التاء ثالثة الحروف وبعدها لام ابن شماخ ينتهي إلى أذ ابن طابخة شهد الجسر مع أبي عبيد وأسر مردان شاه وضرب عنقه وشهد القادسية وله فيها آثار محمودة . وقال ابن الكلبي : كان علي بن أبي طالب إذا نظر إليه قال : من أحب أن ينظر إلى الصبيح الفصيح فلينظر إلى أكتل بن شماخ ! .
وهو معدود في الصحابة رضى الله عنه . وكانت وقعة أبي عبيد ابن مسعود الثقفي مع الفرس في أول ولاية عمر بن الخطاب سنة ثلاث عشرة وهو أول بعثٍ بعثه عمر وذلك في مملكة بوران .
أكثم .
أكثم بن الجون .
أو ابن أبي الجون الخزاعي . قال أبو هريرة : سمعت رسول الله A يقول لأكثم بن الجون : يا أكثم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار وما رأيت من رجلٍ أشبه برجلٍ منك به ولا به منك . قال أكثم : أيضرني شبهه يا رسول الله ؟ قال : لا إنك مؤمن وهو كافر وإنه كان أول من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان وسيب السائبة وبحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحامي . وروي عن أكثم قال : قال لي رسول الله A : يا أكثم بن الجون اغز مع قومك يحسن خلقك وتكرم على رفقائك ! .
وقد روي : اغز مع غير قومك .
الأسدي