أيان الأمير سيف الدين الساقي الناصري كان أميراً بمصر يسكن في حكرجوهر النوبي شرى دار الأمير شرف الدين أمير حسين بن جندر . ولما عاد ابن جندر إلى القاهرة أراد ارتجاعها منه فدخل أيان على الأمير سيف الدين بكتمر الساقي فمنعه منها وكان السلطان قد رسم بإعادتها إليه ثم إنه أخرج إلى دمشق أميراً فمكث بها مدةً ثم إنه طلبه قوصون أيام الأمير علاء الدين ألطنبغا إلى مصر فتوجه وعاد حاجباً صغيراً وتعاظم إلى أن جهز إلى حمص نائباً فأقام بها قريباً من تسعة أشهر ثم عزل بالأمير سيف الدين قطلقتمر الخليلي وجهز أيان إلى غزة مقدم عسكر فتوجه إليها مكرهاً فأقام بها مدة شهر أو أكثر ومرض مدة اثني عشر يوماً وتوفي بها وحمل إلى القدس ودفن به . ووفاته في ثالث شهر رجب سنة ست وأربعين وسبعمائة .
أيبك .
الملك المعز التركماني .
أيبك بن عبد الله الصالحي الملك المعز عز الدين المعروف بالتركماني كان مملوك الملك الصالح نجم الدين أيوب اشتراه في حياة أبيه الكامل وتنقلت به الأحوال عنده ولازمه في الشرق وغيره وجعله جاشنكيره ولهذا رنكه صورة خونجه . فلما قتل المعظم توران شاه ابن الملك الصالح وبقيت الديار المصرية بلا ملك تشوف إلى السلطنة أعيان الأمراء فخيف من شرهم وكان عز الدين أيبك معروفاً بالسداد وملازمة الصلاة ولا يشرب خمراً وعنده كرم وسعة صدر ولين جانب وهو من أوسط الأمراء فاتفقوا وسلطنوه في أواخر شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وأربعين وستمائة وركب بشعار السلطنة وحملت الغاشية بين يديه وأول ما حملها الأمير حسام الدين ابن أبي علي وتداولها أكابر الأمراء وقالوا : هذا متى أردنا صرفه أمكننا . ثم إنه البحرية اتفقوا وقالوا : لابد من واحد من بني أيوب يجتمع الكل على طاعته ! .
وكان الاتفاق من أقطاي الجمدار وبيبرس البندقداري وبلبان الرشيدي وسنقر الرومي فأقاموا مظفر الدين موسى ابن الناصر يوسف ابن الملك المسعود ابن الكامل وكان عند عماته وعمره نحو عشر سنين فأحضروه وسلطنوه وخطبوا له وجعلوا التركماني أتابكه وذلك لخمس مضين من جمادى الأولى بعد سلطنة المعز بخمسة أيام . وكانت التواقيع تخرج وصورتها : رسم بالأمر العالي المولوي السلطاني الملكي الأشرفي والملكي المعزي . واستمر الحال على ذلك والمعز مستمر على التدبير ويعلم على التواقيع والملك الأشرف صورة