بنى اللهُ بالمنصور ما هدًّم الردى ... وإنّ بناءَ الله غير مهدَّمِ .
مليكُ الورى بُشْرى لمضمر طاعة ... وبؤسى لطاغٍ في زمانك مُجْرمِ .
فما للذي قدّمتَ من متأخَّرٍ ... ولا للذي أخرَّتَ من متقدَّمِ .
الأمير عز الدين الحلبي .
أيبك بن عبد الله الحلبي الكبير كان من أعيان الأمراء الصالحية وقدمائهم ممن يضاهي المعز وله المكانة العظيمة يعترف له الأمراء بالتعظيم وكان له عدة مماليك أعيان نجباء صاروا بعده أمراء أكابر منهم ركن الدين أباجي الحاجب وبدر الدين بيليك الجاشنكير وصارم الدين أزبك الحلي وغيرهم . ولما حلف الأمراء لعلي بن المعز كما تقدم في ترجمة المعز توقف الحلبي وأراد القيام بالأمر ثم خاف على نفسه ووافق الأمراء على ذلك وقبض الأمير سيف الدين قطز والمعزية على الأميرعلم الدين سنجر الحلبي واعتقلوه وركب الأمراء الصالحية ومنهم عز الدين الحلبي المذكور فتقطر به فرسه خارج القاهرة وأدخل إليها ميتاً وكذلك ركن الدين خاص ترك سنة خمس وخمسين وستمائة .
أيبك الملك مجاهد الدين الدوادار مقدم جيوش العراق كان بطلاً شجاعاً موصوفاً بالرأي والإقدام . كان يقول : لو مكنني المستعصم لقهرت هولاكو ! .
وكان مغرماً بالكيمياء له دار في داره فيها عدة رجال يعلمون هذه الصنعة ولا تصح . قال الشيخ شمس الدين : قرأت بخط كاتب ابن وداعة قال : حدثني الصاحب محيي الدين ابن النحاس قال : ذهبت في الرسلية إلى المستعصم فدخلت دار الملك مجاهد الدين وشاهدت دار الكيمياء فقال لي : بينا أنا راكب لقيني صوفي وقال لي : يا ملك خذ هذا المثقال وألقه على مائة مثقال فضة وألق المائة على عشرة آلاف تصير ذهباً خالصاً ! .
ففعلت ذلك فكان كما قال ثم إني لقيته بعد فقلت له : علمني هذه الصناعة ! .
فقال : ما أعرفها لكن أعطاني رجل صالح خمسة مثاقيل وقد أعطيتك منها مثقالاً ولملك الهند مثقالاً ولشخصين مثقالين وقد بقي معي مثقال أعيش به . ثم حدثني مجاهد الدين قال : عندي من يدعي هذا العلم وكنت أخليت له داراً على الشط وكان مغرى بصيد السمك فأحضرت إليه من ذلك الذهب وحكيت له الصورة فقال : هذا الذي أعجبك ؟ وكان في يده شبكة يصطاد بها فأخذ منه بلاعة فولاذ فوضع طرفها في نار ثم أخرجها وأخرج من فيه شيئاً وذره على النصف المحمر فصار ذهباً خالصاً والآخر فولاذاً . ثم أراني مجاهد الدين تلك البلاعة إلى أن النصف الفولاذ قد خالطه الذهب شيئاً يسيراً . انتهى . قتل الملك مجاهد الدين وقت غلبة العدو على بغداد صبراً سنة ست وخمسين وستمائة .
الظاهري نائب حمص .
أيبك عز الدين الظاهري نائب حمص توفي بها سنة ثمان وستين وستمائة وكان غاشماً ظالماً وفيه تشيع .
الزراد والي قلعة دمشق .
أيبك عز الدين الزراد نائب قلعة دمشق كان مهيباً محتشماً حسن السيرة . توفي سنة ثمان وستين وستمائة .
الإسكندراني نائب الرحبة .
أيبك الأمير عز الدين الإسكندراني الصالحي تولى الشوبك لأستاذه الصالح ثم كان من خواص المعز ثم ولي بعلبك مدةً للظاهر بيبرس ثم ولاه الرحبة ورأيت بها كتب الظاهر إليه وتزوج بابنة الشيخ الفقيه محمد اليونيني وكان فيه كرم ودين . وتوفي بالرحبة سنة أربع وسبعين وستمائة .
عز الدين الدمياطي .
أيبك عز الدين الدمياطي أمير كبير من أعيان الصالحية فيه شجاعة وجود وكرم حبسه السلطان مدة وتوفي بمصر وقد نيف على السبعين سنة ست وسبعين وستمائة .
نائب حصن الأكراد .
أيبك عز الدين الموصلي نائب حصن الأكراد قتل في داره بالحصن غيلةً وكان كافياً ناهضاً وفيه تشيع . وكانت قتلته سنة ست وسبعين وستمائة .
الأفرم الكبير