أيبك الأمير عز الدين الأفرم الكبير الصالحي وأظن الجسر الذي خارج مصر هو منسوب إلى هذا . وكان ساقي الصالح سمع من ابن رواج وحدث وكان في كبار الدولة المصرية له أموال كثيرة وأملاك عظيمة وخبز جيد . كان يقال : إن له ثمن الديار المصرية . وكانت فيه خبرة وشجاعة . وتوفي سن خمس وتسعين وستمائة . كنت بالقاهرة وقد وقف أولاده واشتكى عليهم أرباب الديون للسلطان الملك الناصر فقال السلطان : يا بشتاك هؤلاء أولاد الأفرم الكبير صاحب الأملاك والأموال أبصر كيف حالهم ! .
وما سببه إلا أن أباهم اتكلهم على أملاكهم فما بقيت . وأنا لأجل ذلك لا أدخر لأولادي ملكاً ولا مالاً ! .
وكان الأفرم أمير جاندار وعمل نيابة مصر مرات .
نائب طرابلس .
أيبك الأمير عز الدين الموصلي المنصوري نائب طرابلس كان ديناً عاقلاً مهيباً وقوراً مجاهداً مرابطاً جميل السيرة من خيار الأمراء . توفي بطرابلس سنة ثمان وتسعين وستمائة .
الحموي نائب دمشق .
أيبك الأمير عز الذين التركي الحموي نائب دمشق وليها بعد الشجاعي ثم في سنة خمس وتسعين عزل وجعل في قلعة صرخذ ثم إنه قبل موته بشهر ولي نيابة حمص فمات بها ونقل إلى تربته بدمشق التي شرقي عقبة دمر . كان معروفاً بالشجاعة والإقدام وكانت وفاته سن ثلاث وسبعمائة .
الشجاعي والي الولاة .
أيبك الأمير عز الدين الشجاعي الصالحي العمادي والي الولاة بالجهات القبلية كان ديناً خيراً صارماً عفيف السيرة لين الجانب شديداً على أهل الريب وكان وجيهاً عند الملوك ولي في حال شبابه أستاذدارية الصالح إسماعيل وتنقلت به الولايات وكان الظاهر بيبرس يعتمد على أمانته وهو مسموع الكلمة عنده سأل قطع خبزه اختياراً منه فعزل ولزم بيته إلى أن مات أول سنة ثمانين وستمائة دفن بسفح قاسيون .
الأمير عز الدين صاحب صرخذ .
أيبك بن عبد الله المعظمي الأمير عز الدين صاحب صرخذ اشتراه المعظم عيسى سنة سبع وستمائة وترقى عنده حتى جعله أستاذداره وكان يؤثره على أولاده ولم يكن له نظير في حشمته ورياسته وكرمه وشجاعته ورأيه وعلو همته وكان يضاهي الملوك . أقطعه المعظم صرخذ وقلعتها ولما توفي المعظم بقي في خدمة ولده الناصر داود ولما حصر الكامل كان الأمير عز الدين هو مدبر الحرب . فلما حصل الاتفاق على تسليم دمشق كان هو المتحدث في ذلك فاشترط للناصر من البلاد والأموال ما أرضاه ثم شرط لنفسه صرخذ وأعمالها وسائر أملاكه بدمشق وغيرها وأن يسامح بما يؤخذ من المكوس على سائر ما يبيع ويبتاع من سائر الأصناف ويفسح له في الممنوعات وأن يكون له بدمشق حبس يحبس فيه نوابه فأجيب إلى ذلك جميعه وبقي على ذلك سائر الأيام الأشرفية والكاملية والصالحية العمادية إلى أول الأيام الصالحية النجمية فحصل له وحشة من الملك الصالح أيوب وكان مع الخوارزمية لما كسروا على القصب سنة أربع وأربعين وستمائة فمضى إلى صرخذ وامتنع بها . ثم أخذت منه صرخذ أواخر السنة المذكورة وأخذ إلى مصر واعتقل بدار صواب وكان ابنه إبراهيم المذكور في الأباره وشى به إلى الصالح وقال : إن أموال أبي بعث بها إلى الحلبيين وأول ما نزل بها من صرخذ كانت ثمانين خرجاً وأودعها لشمس الدين ابن الجوزي . وبلع الأمير عز الدين اجتماع ولده بالصالح فمرض ووقع إلى الأرض وقال : هذا آخر عهدي يالدنيا ! .
ولم يتكلم بعدها حتى مات ودفن ظاهر القاهرة بباب النصر سنة خمس وأربعين وستمائة . وقيل : سنة سبع وأربعين ثم نقل بعد ذلك إلى القبة التي بناها إبراهيم برسم دفنه في المدرسة التي أنشأها على شرف الميدان ظاهر دمشق من جهة الشمال ووقفها على أصحاب أبي حنيفة وله مدرسة أخرى بالكجك .
أيبك الميوي .
أيبك بن عبد الله عز الدين المحيوي مملوك الصاحب محيي الدين ابن ندى الجزري برع في حسن الخط حتى بلغ الغاية وكان يكتب عن مخدومه لمن تعن له مخاطبته من الملوك وغيرهم . وكان خوشداشه علم الدين أيدمر المحيو ينشىء ذلك وهو يكتبه وكان عز الدين المذكور قد حفظ المقامات ومختار الحماسة ومختار شعر أبي تمام وأبي الطيب وغير ذلك مما يحتاج إليه من المجالسات وكانت عنده مشاركة جيدة في معرفة الاسطرلاب .
إيتاخ سياف النقمة