وسرى نسيم الروض ينكر إثرها ... فتعرفت آثاره وتأرجا .
وأنشدني أيضاً قال : أنشدنا المذكور لنفسه : .
ورد الورد فأوردنا المداما ... وأرح بالراح أرواحا هيامى .
واجلها بكراً على خطابها ... بنت كرم قد أبت إلا الكراما .
ذات ثغر جوهري رصفه ... في رحيق رشفه يشفي الأواما .
برقعت باللؤلؤ الرطب على ... وجنة كالنار لا تألو ضراما .
أقبلت تسعى بها شمس الضحى ... تخجل البدر إذا يبدو تماما .
بجفون بابلي سحرها ... سقمها أبدى إلى جسمي السقاما .
ونضير الورد في جنتها ... نبته أنبت في قلبي الغراما .
ودت الأغصان لما خطرت ... لو حكت منها التثني والقواما .
قال لي خال على وجنتها ... حين ناديت أما تخشى الضراما .
منذ ألقيت بنفسي في لظى ... خدها ألفيت برداً وسلاما .
قلت شعر متوسط .
الخطيري .
أيدمر الأمير عز الدين الخطيري ؛ حبسه السلطان لما جاء من الكرك وسعى له مملوكه بدر الدين بيليك استاداره مع الأمير سيف الدين طغاي الكبير إلى أن خلص ثم عظم عند السلطان فجعله أمير مائة وعشرين فارساً مقدم ألف . وكان يجلس رأس الميسرة ولا يمكن من المبيت إلا في القلعة وله دار في رحبة العيد ينزل إليها في النهار ويطلع إلى القلعة آخر النهار فكانوا يرون ذلك تعظيماً . وكان أحمر الوجه منور الشيبة فيه كرم نفس وتجمل زائد ؛ قالوا له : يا خوند هذا السكر الذي يعمل في الطعام ما يضر إن نعمله غير مكرر ؟ فقال : لا فإنه يبقى في نفسي أنه غير مكرر . عمر الجامع المشهور الذي في رملة بولاق على البحر وإلى جانبه الربع المشهور يقال إنه غرم عليهما نحواً من أربع مائة ألف درهم وأكله البحر في حياته ثم إنه أصلحه بجملة كبيرة . وتوفي سنة ثمان وثلاثين وسبع مائة فيما أظن . وكان في الأصل مملوك شرف الدين أوحد بن خطير وهو جد الأمير بدر الدين مسعود بن خطير الحاجب وكان الأمير عز الدين أيدمر المذكور ما يلبس قباءً مطرزاً ولا يدع عنده أحداً يلبس ذلك . وكان يخرج الزكاة . وخلف ولدين أميرين أحدهما علي والآخر محمد .
الشمسي .
أيدمر الأمير عز الدين الشمسي كان من جملة أمراء الديار المصرية ثم إنه خرج إلى دمشق في أول دولة الملك الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون فوصل إليها ثم ورد المرسوم بأن يجهز إلى صفد فجهز إليها ثم حضر له منشور بإقطاع جمال الدين عبد الله ابن الأمير سيف الدين اللمش بصفد . ثم إنه نقل إلى دمشق .
الزراق نائب غزة .
أيدمر الأمير عز الدين الزراق أحد أمراء الديار المصرية فيه دين وخير . رسم له الملك الصالح إسماعيل بن الناصر محمد بنيابة غزة في سنة خمس وأربعين وسبع مائة فتوجه إليها وأقام بها مدة ثم إنه استعفى بعد موت الصالح C فتوجه إلى القاهرة ولما كانت الكائنة على الأمير سيف الدين يلبغا اليحيوي في الأيام المظفرية . رسم له أن يتوجه إلى دمشق للحوطة على موجود يلبغا وإخوته ومن كان معه في تلك الكائنة من الأمراء . فحضر إليها ومعه الأمير نجم الدين داود بن الزيبق في شهر جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وسبع مائة وأقام بدمشق مدة تزيد على الثلاثة أشهر إلى أن باع موجود الأمراء الذين كانوا مع الأمير سيد الدين يلبغا ثم توجه بالأموال جميعها هو والأمير شمس الدين آقسنقر أمير جاندار فلما وصلا بالمال إلى الملك المظفر حادي لم يلبثا إلا قليلاً قريباً من الشهر وخرجوا على المظفر ولم يكن معه من الأمراء أحد إلا الأمير عز الدين الزراق وآقسنقر والأمير عز الدين أيدمر الشمي فنقم الخاصكية ذلك عليهم وأخرجوهم إلى الشام فوصلوا إلى دمشق نهار العيد أول شوال سنة ثمان وأربعين وسبع مائة . ورسم له بالمقام بدمشق ثم ورد مرسوم الملك الناصر حسن بتوجهه إلى حلب فتوجه في العشر الأوسط من شوال وورد إليه منشوره فيما بعد بإقطاع الأمير سيف الدين أسندمر الحسني .
ولما عين لنيابة غزة كنت بالقاهرة في سنة خمس وأربعين وسبع ومائة فكتبت بذلك تقليداً من رأس القلم ارتجالاً وهو :