إيل غازي الملك السعيد نجم الدين أبو الفتح صاحب ماردين ابن صاحب ماردين أرتق بن إيلغازي بن ألبي بن تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق ؛ مات في الحصار والوباء بقلعة ماردين . كان حازماً بطلاً شجاعاً ممدحاً ملك مدةً ديار بكر . وكانت وفاته سنة ثمان وخمسين وست مائة وقيل سنة تسع مرض مرضاً أشرف فيه على الموت ثم أبل وبعث إلى هولاكو يطلب سابق الدين بلبان فبعث به إليه فاستماله مدة مقامه عنده وأخبره بما لقي أهل حلب وأشار عليه بتسيير هدية أخرى بعد الهدية التي سيرها فجهزها معه وجهز معه عز الدين بطة . فقال هولاكو لعز الدين سراً : اقض له حاجة أقض لك ألف حاجة . قال : ما هي ؟ قال : تعرفني هل الملك السعيد مريض حقيقة أم لا ؟ فقال : كان مريضاً وازداد مرضاً عند أخذك حلب ثم عوفي فقال : إذا ألزمته بالمجيء يجيء ؟ قال : لا لأنكم لا تفون وتهينون الملوك وتكلفونهم ما لا يطيقون وقد تحقق انك تقتله . قال : فإن قصدته يقدر يمنع نفسه مني ؟ قال : نعم لحصانة قلعته وما فيها من الذخائر والأقوات مدة أربعين سنة . فأعطاه بالشت ذهب وزنه سبع مائة مثقال وثياباً وأصبح استدعاه واستدعى سابق الدين وكتب لهما جواباً مضمونه أنه أعفاه من الحضور . واتفق مع سابق الدين على استفساد من أمكنه من أعيان ماردين وأمرائها وكتب لهم فرمانات فأشار عليه أن يسير للملك المظفر ابن السعيد ويطيب قلبه . ثم وصلا إلى السعيد وخلا به عز الدين وعرفه ميل سابق الدين إلى هولاكو ثم عاد سابق الدين إلى هولاكو يعتذر إليه فقالوا له : متى خلا بهولاكو أفسد عليه الحال فسير يطلبه ليحمله رسالةً أخرى وكان أسد الدين البختي أمير ماردين قد وصل إليه فرمان هولاكو فجهز قاصداً على فرس عريان يعرفه باطن القضية وأن لا يعود فلحقه على دنيسر فلم يعد واتصل بهولاكو . وعلم السعيد أن التتار لا بد لهم من قصده فنقل ما كان في البلد من الذخائر إلى القلعة . وجاء التتار ونزلوا على ماردين ووصل ابن قاضي خلاط برسالة هولاكو أن يفتح باب البلد ليدخل العسكر يمتارون ويرحلون فأذن لهم فترددوا في الدخول والخروج . ثم إن التتار جردوا سيوفهم ودقوا طبولهم وهجموا البلد فقاتلهم أهل البلد ودربوا شوارعهم ودام قتالهم ثلاثة وستين يوماً إلى أن فتح لهم بعض مقدمي البلد درباً فملكوه ودخلوا الجامع وصعدوا المنابر ورموا النشاب فضعف أهل البلد واحتموا بالكنائس لباطن كان لأصحابها مع التتار وانحاز أكثرهم إلى القلعة فملك التتار البلد ونصبوا المجانيق على القلعة فلم يصل إلى القلعة إلا ثلاثة أحجار . واستمر القتال من ثالث جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وست مائة إلى أن دخلت سنة تسع وخمسين فتوفي الملك السعيد في سادس عشر صفر - وقيل في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وست مائة . وكان الوباء قد وقع في أهل القلعة فأهلك أكثرهم . ورمى أحمد بن الفارس الشافصني بنفسه من القلعة إلى التتار وأخبرهم بموته فبعثوا إلى ولده المظفر وطلبوا منه الدخول في الطاعة وكان قد أقيم مقام أبيه فأجابهم جواباً أرضاهم به وأظهر الدخول في طاعتهم وعمل على مداراتهم .
السعيد صاحب ماردين الحفيد .
إيل غازي الملك السعيد نجم الدين ابن الملك المظفر ابن الملك السعيد إيلغازي حفيد المذكور أولاً توفي سنة خمس وتسعين وستمائة وتملك بعده ماردين أخوه المنصور نجم الدين غازي .
إيماء بن رحضة .
بفتح الراء والحاء المهملة والضاد المعجمة - بن خربة - بضم الخاء المعجمة وتشديد الراء وبعدها باء موحدة - الغفاري ؛ له ولابنه خفاف صحبة وكانا ينزلان غيقة من بلاد غفار ويأتيان المدينة كثيراً ولابنه خفاف رواية عن النبي A . أسلم قريباً من الحديبية وكانوا مروا عليه ببدر وهو مشرك .
أيمن .
أيمن بن عبيد الحبشي .
وهو ابن أم أيمن مولاة رسول الله A وهي أم أسامة ابن زيد بن حارثة وأيمن هذا أخو أسامة لأمه . وكان أيمن هذا ممن بقي مع رسول الله A يوم حنين ولم ينهزم وقال ابن عباس : هو الذي عنى العباس بن عبد المطلب بقوله : .
وثامننا لاقى الحمام بنفسه ... بما مسه في الله لا يتوجع .
المكي الطويل