وضاقت عليك الأرض لم تلق منزلاً ... تحل به إلا إلى جنب مالك .
وقال جماعة من أمرائه : والله ما نقعد على بابه إلا ونقول من هاهنا نحمل إلى الجباب . وكان إذا حبس إنساناً نسيه ولا يتجاشر أحد على مخاطبته فيه . وكان يحلف أنه ما قتل أحداً بغير حق وهذه مكابرة ظاهرة لأن خواص أصحابه حكوا أنه لا يمكن إحصاء من قتله من الأشرفية وغيرهم ولو لم يكن إلا قتل أخيه العادل . وكان قد نسر مخرجه وامتد إلى فخذه اليمنى ورجله وكان يركب في محفة وهو يتجلد ولا يطلع أحداً على حاله . ولما عمر قلعة الجزيرة بمصر قال سيف الدين ابن قزل المشد : .
يا أيها الملك المؤيد عزمه ... انظر إلى البحرين يلتقيان .
أنشأت بينهما الجزيرة برزخاً ... لا يبغيان سوى لقا السلطان .
وفيه يقول الصاحب جمال الدين بن مطروح : .
عز لمولانا وسلطاننا ... وناصر الحق على الباطل .
الصالح ابن الكامل المجتبى ... محمد بن الملك العادل .
الأنصاري .
أبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد بن كليب يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف الخاء في مكانه .
أبو أيوب الأنصاري : خالد بن زيد .
حرف الباء .
البابا .
رضي الدين المغل .
كان من كبار دولة المغلي ولي الموصل فأحسن السيرة وساس الناس أجمل سياسة . ثم قتل شهيداً سنة تسع وتسعين وست مائة وأظنه والد الأمير بدر الدين جنكلي والله أعلم بالصواب .
المتنبي .
البابا التركماني ؛ ظهر بالروم وادعى النبوة وكان يقول : قولوا لا إله إلا الله البابا ولي الله واجتمع إليه خلق عظيم فجهز إليه صاحب الروم جيشاً فالتقوا وقتل بينهم أربعة آلاف نفس وقتل البابا أيضاً في سنة ثمان وثلاثين وست مائة .
الألقاب .
ابن البابا : الأمير بدر الدين جنكلي .
ابن بابجوك النحوي : محمد بن أبي القاسم .
ابن بابجوك المقرئ : إبراهيم بن محمد .
ابن بابشاذ النحوي : ظاهر بن أحمد .
بابك .
الخرمي .
بابك الخرمي - بضم الخاء وفتح الراء المشددة والميم - يقال إنه كان ولد زناء وأمه عوراء تعرف برومية العلجة وكانت فقيرة من قرى أذربيجان فشغف بها رجل من النبط من أهل السواد اسمه عبد الله فحملت به فلما وضعته جعلت تكتسب له إلى أن بلغ فاستأجره أهل قريته بطعامه وكسوته على رعي أغنامهم . وكان بتلك الجبال قوم من الخرمية وعليهم رئيسان يقال لأحدهما جاويدان والآخر عمران وكانا يتكافحان فمر جاويدان بقرية بابك فتفرس فيه الجلادة فاستأجره من أمه وحمله إلى ناحيته فعشقته امرأته . فما لبث إلا قليلاً حتى وقع بين جاويدان وعمران حرب فأصابت جاويدان جراحة فمات منها فزعمت امرأته أنه قد استخلف بابك على أمره فصدقوها . فجمع بابك أصحابه وأمرهم أن يقتلوا بالليل من لقوا من رجل أو صبي فأصبح الناس قتلى لا يدرى من قتلهم ثم انضوى إليه الزراع وقطاع الطريق حتى صار عنده عشرون ألف فارس فأظهر مذهب الباطنية واحتوى على مدن وحصون فأخرب الحصون . ولما ولي المعتصم بعث أبا سعيد محمد بن يوسف إلى أردبيل وأمره أن يبني الحصون التي أخربها بابك فبناها ثم بعث إليه الأفشين فحصره وقاتله وأسره ولما أحضروه أركبه المعتصم فيلاً وألبسه قباء ديباج وقلنسوة سمور وهو وحده وقد خضب الفيل بالحناء فقال محمد بن عبد الملك بن الزيات : .
قد خضب الفيل لعاداته ... ليحمل شيطان خراسان .
والفيل لا تخضب أعضاؤه ... إلا لذي شأن من الشان .
وقال المعتصم : .
لم يزل بابك حتى ... صار للعالم عبره .
ركب الفيل ومن ير ... كب فيلاً فهو شهره