بحكم أبو الخير الأمير التركي كان أمير الأمراء قتل ملك بني بويه وكان عاقلاً يفهم العربية ولا يتكلم بها بل بالترجمان ويقول : أخاف أن أخطئ والخطأ من الرئيس قبيح وكان يقول : أنا وإن كنت لا أحسن العلم والأدب فأحب أن يكون في الأرض أديب ولا عالم إلا تحت ظلي . وكان قد استوطن واسطاً وقرر مع الراضي أن يحمل إليه في كل سنة ثمان مائة ألف دينار بعد أن يربح العلة في مؤونة خمسة آلاف فارس يقيمون بها . وأظهر العدل وكان يتولى رفع المظالم بنفسه وبنى دار الضيافة للضعفاء والمساكين بواسط . وابتدأ بعمارة البيمارستان ببغداد وهو الذي جدده عضد الدولة بالجانب الغربي . وكانت له أموال عظيمة . وكان يأخذ الأموال في الصناديق والرجال في الصناديق ويتوجه بهم إلى البرية فيفتح الصناديق عن الرجال ويأمرهم بدفن المال في الصحراء . فإذا فرغوا أعادهم إلى الصناديق ودخل بهم المدينة فلا يدرون مكان المال وكان يقول : إنما أفعل هذا لأني أخاف أن يحال بيني وبين داري . فضاعت بموته تلك الدفائن . وجاء إليه صوفي فوعظه بالفارسية والعربية إلى أن أبكاه فلما خرج من عنده أمر لغلام عنده أن يلحقه بألف درهم وقال ادفعها إليه ثم إنه قال لمن عنده : هذا فقير ما يصنع بالدراهم ؟ وما أظنه يأخذها . فلما عاد الغلام ويده فارغة قال : كلنا صيادون ولكن الشباك تختلف . وتوفي C تعالى سنة تسع وعشرين وثلاث مائة . ولما قتله الأكراد نزل المتقي إلى داره ببغداد ونقل ما كان فيها وحفر فيها أماكن فأخذ منها ما يزيد على ألفي دينار عيناً وورقاً وقال للذين حفروا : خذوا التراب بأجرتكم فأبوا فأعطوا ألفي درهم وغسل التراب فخرج منه ستة وثلاثون ألف درهم . وظهر له من الجوهر والياقوت والأواني والخيل والثياب والإماء والعبيد بمقدار ما وجد له من العين ثم ظهر له بعد ذلك وبعد ما نهب من داره ما نهب سنة عشر قمقماً يحمل كل قمقم بالعتالين . وكان بين موت الراضي وقتل بجكم أربعة أشهر وأيام .
بجير .
بجير بن أبي بجير الصحابي .
بجير بن أبي بجير العبسي وقيل هو من بليّ وقيل جهينة حليف لبني دينار بن النجار شهد بدراً وأحداً . وبنو دينار . بن النجار يقولون : هو مولانا .
بجير بن أوس الصحابي .
بجير بن أوس بن حارثة بن لام الطائي ؛ هو عم عروة بن مضرس . قال ابن عبد البر : في إسلامه نظر .
بجير بن عبد الله .
بن مرة بن عبد الله بن صعب بن أسد بن خزيمة .
هو الذي سرق عبيد النبي A .
ابن بجرة الطائي .
بجير بن بجرة الطائي الشاعر ؛ له صحبة . شهد غزوة دومة الجندل مع خالد وفيها قال شعراً فقال له النبي A : لا يفضضك الله . وله في خلافة أبي بكر Bه في قتال أهل الردة آثار وأشعار ذكرها ابن إسحق . وهو القائل حين بعث القادسية عمر Bه : .
وكيف ثواني بالمدينة بعدما ... قضى وطراً منها جميل بن معمر .
وشهد القادسية فاستشهد بها . وأتت عليه تسعون سنة ما تحركت له سن ولا ضرس لبركة دعاء النبي A .
ابن زهير .
بجير بن زهير قال أبو عمر بن عبد البر C تعالى : كان شاعراً محسناً هو وأخوه كعب . وأما أبوهما فأحد المبرزين الفحول من الشعراء . وكعب بن زهير يتلوه في ذلك . وكان كعب وبجير قد خرجا إلى رسول الله A فلما بلغا أبرق العزاف - وقال الرشاطي : الصواب أبرق العراف - قال كعب لبجير : ألق هذا الرجل وأنا مقيم لك هنا . فقدم بجير على رسول الله A فسمع منه وأسلم وقال بجير في يوم الفتح : .
نفى أهل الحبلق كل فج ... مزينة غدوة وبنو خفاف .
ضربناهم بمكة يوم فتح الن ... بي الخير بالبيض الخفاف .
صبحناهم بألف من سليم ... وألف من بني عثمان واف .
نطا أكتافهم طعناً وضرباً ... ورشقاً بالمريّشة اللطاف .
ترى بين الصفوف لها حفيفاً ... كما انضاء الفواق من الرصاف .
فرحنا والجياد تجول فيهم ... بأرماح مقومة الثقاف .
فأبنا غانمين بما اشتهينا ... وآبوا نادمين على الخلاف