الواحد الفرد ... الجواد المنعم .
الخالق السبع العي طباقاً ... والشمس يجلو ضوءها الأغساقا .
والبدر يملا ... نوره الآفاق .
والفلك الداير في المسير ... لأعظم الخطب من الأمور .
يسير في بحر ... من البحور .
فيه النجوم كلها عوامل ... منها مقيم دهره وزائل .
طالع منها ... ومنها آفل .
قال فيه يحيى بن خالد البرمكي : أربعة لم يدرك مثلهم الخليل بن أحمد وابن المقفع وأبو حنيفة والفزاري .
العلوي الحارج محمد بن ابراهيم بن اسماعيل .
ابن ابراهيم المعروف بطباطبا ابن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب Bه كان خطيباً شاعراً خرج في أيام المأمون بالكوفة ولما عزم نصر بن شبيب على الخروج مع محمد المذكور ومن معه من قيس غيلان ومن أطاعه من غيرهم أنشده بعض بني عمه ينهاه عن ذلك منها .
يا نصر لا يذهب برأيك عصبة ... تبع الغرور خفيفة أحلامها .
فأنظر لنفسك قبل ساعة زلة ... يبقى عليك شنارها ولزامها .
لا تعرضن لما يخاف وباله ... إن الخلافة لا يرام مرامها .
فاضرب نصر عن رأيه ووجه إلى محمد بمال كثير وسلاح وقال استعن بهذا واقلني فلم يقبل وقال محمد بن ابراهيم : .
سنغني بحمد الله عنك بعصبة ... يهبون للداعي إلى منهج الحق .
ظننا بك الحسنى فقصرت دونها ... فأصبحت مذموماً وفاز ذوو الصدق .
وما كل شيء سباق أو مقصر ... يؤول به التحصيل إلا إلى العرق .
ودخل الكوفة في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين ومائة وخطب الناس وبايعوه وأعطاهم الأمان فقال بعض شعراء الكوفة فيه : .
محمد بن ابراهيم ابن طبا طبا .
أم تر أن الله أظهر دينه ... وصلت بنو العباس خلف بني علي .
فلما وصل الخبر بذلك جهز الحسن بن سهل إليه عسكراً فكسره أبو السرايا وهو الذي قام بأمر محمد بن ابراهيم وهو مقدم عسكره ثم جهزه إليه مرة أخرى فكبسه أبو السرايا ليلاً وهو ينشد : .
وجهي رمحي والحسام حصني ... والرمح ينبي بالضمير عني .
واليوم يبدو ما أقول مني .
ومضى ذلك العسكر الذي نفذ إليه ما بين قتيل وغريق وقتل مقدمه ثم رجع أبو السرايا إلى الكوفة ظافراً غانماً فوجد محمد بن ابراهيم شديد المرض فقال له أبو السرايا أوصني يا ابن رسول الله فقال محمد الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين أوصيك بتقوى الله فإنها أحصن جنة وأمنع عصمة والصبر فإنه أفضل مفزع وأحمد معول وأن تستتم الغضب لربك وتدوم على منع دينك وتحسن صحبة من استجاب لك وتعدل بهم عن المزالق ولا تقدم أقدام متهور ولا تضجع تضجيع متهاون وأكفف عن الإسراف في الدماء ما لم يوهن ذلك منك ديناً أو يصدك عن صواب وأرفق بالضعفاء وأياك والعجلة فإن معها الهلكة وأعلم أن نفسك موصولة بدماء آل محمد A ودمك مختلفط بدمائهم فإن سلموا سملت وإن هلكوا هلكت فكن على أن يسلموا أحرص منك على أن يعطبوا ووقر كبيرهم وبر صغيرهم وأقبل رأي عالمهم واحتمل إن كانت هفوة من جاهلهم برع الله حقك واحفظ قرابتهم يحسن الله نصرك وول الناس الخيرة لأنفسهم في من يقوم مقامي لهم من آل علي فإن اختلفوا فالأمر إلى علي بن عبيد الله فإني قد بلوت دينه ورضيت طريقه فأرضوا به وأحسنوا طاعته تحمدوا رأيه وبأسه ثم مات فدفنه ليلاً فرثاه أبو السرايا بأبيات منها : .
عاش الحميد فلما أن قضى ومضى ... كان الفقيد فمن ذا بعده الخلف .
ومن شعر محمد بن ابراهيم أيضاً : .
وكنت على جد من أمري فزادني ... إلى الجد جداً ما رأيت من الظلم .
أيذهب مال الله في غير حقه ... وينزل أهل الحق في جاير الحكم .
لعمرك ما أبصرتها فسألتها ... وجاوزتها إلا لأمضي في عزمي .
كفى عبرة والله يقضي قضاءه ... بها عظة من ربنا لذوي الحلم .
ومنه : .
أينقض حقنا في كل وقت ... على قرب ويأخذه البعيد