أبو جعفر الجرباذقاني قرية من علم أصبهان انقطع إلى العلم والعبادة وأقام بأصبهان وبغداد وصحب أبا الفضل ابن ناصر حتى مات في ذي الحجة سنة خمسين وخمس مائة ودفن بالشونيزية وقيل سنة تسع وأربعين ومن شعره .
أيا ليت أسباب المنايا أراحت ... فإني أرى في الموت أروح راحة .
وموت الفتى خير له من حياته ... إذا أظهرت أعلام سوء ولاحت .
ابن الكبزاني الواعظ الشافعي محمد بن ابراهيم بن ثابت .
ابن ابراهيم بن فرح الكناني المقريء الواعظ الأديب المصري المعروف بالكيزاني نسبة إلى عمل الكوز قال ابن خلكان C تعالى : كان زاهداً ورعا وبمصر طائفة ينسبون إليه ويعتقدون مقالته وله ديوان شعر مشهور أكثره في الزهد ولم أقف عليه وسمعت له بيتاً واحداً أعجبني وهو : .
وإذا لاق بالمحب غرام ... فكذا الوصل بالحبيب يليق .
وقال صاحب المرآة : كان يقول أفعال العباد قديمة ولما توفي سنة ستين وخمس مائة دفن عند الشافعي C بالقرافة فبعث عليه الخيوشاني ونبشه في أيام صلاح الدين وأخرجه ودفن في مكان آخر قال ابن خلكان : نقل إلى سفح المقطم بقرب الحوض المعروف بأم مودود وقبره هناك مشهور وقال صاحب المرآة : وكان زاهداً قنوعاً من الدنيا باليسير فصيحاً ومن شعره : .
اصرفوا عني طبيبي ... ودعوني وحبيبي .
عللوا قلبي بذكرا ... ه فقد زاد لهيبي .
طاب هتكي في هواه ... بين واش ورقيب .
لا أبالي بفوات الن ... فس ما دام نصيبي .
وقال : .
ليس من لام وإن أط ... نب فيه بمصيب .
جسدي راض بسقمي ... وجفوني بنحيبي .
وقال : .
يا من يتيه على الزمان بحسنه ... أعطف على الصب المشوق التايه .
أضحى يخاف على احتراف قؤاده ... أسفاً لأنك منه في سواديه .
قلت وهذا معنى مشهور أشبه شيء بقول الأرجاني : .
يرمي فؤادي وهو في سودايه ... أتراه لا يخشى على حوبايه .
وقول الآخر : .
يا محرقاً بالشمع وجه محبه ... رفقاً فإن مدامعي تطفيه .
حرق بهذي النار اكل جوارحي ... واحذر على قلبي فإنك فيه .
وقول الأرجاني وهو مليح : .
ولا تسب القلوب وأنت فيها ... فأخشى أن تكون من السبايا .
وقول : ومن شعر ابن الكيزاني أيضاً : .
أسكان هذا الحي الناس آل مالك ... مسالمة ما بيننا وجميل .
ألم تعدونا أن تزوروا وتكرموا ... فما بلا ميعاد الوصال يطول .
وحلتم عن الوعد الجميل ملالة ... وأنتم على نقض العهود نزول .
وإنا لنستبقي المودة والهوى ... شهيد لنا أن ليس عنه نزول .
وما منكم بد على كل حالة ... وإن كان منكم هاجر وملول .
دواعي الهوى محتومة فاصطبر لها ... وإن جار بين أوجفاك خليل .
ومن شعر ابن الكيزاني : .
شريفنا يمضي ومشروفا ... وإنما يفتقد الخير .
كالجو لا يعدم إظلامه ... إلا إذا ما عدم النير .
ومنه : .
أسعد الناس من يكاتم سره ... ويرى بذله عليه معره .
إنما يعرف اللبيب إذا ما ... حفظ السر عن أخيه فسره .
إن يجد مرة حلاوة شكوا ... الله سيلقى ندامة ألف مره .
ومنه : .
أتزعم ليلى أنني لا أحبها ... وإني لما ألقاه غير حمول .
فلا ووقوفي بين الأوية الهوى ... وعصيان قلبي للهوى وعذولي .
لو انتظمتني أسهم الهجر كلها ... لكنت على الأيام غير ملول .
ولست أبال إذ تعلقت حبها ... أفاضت دموعي أم أضر نحولي .
ومنه : .
أي صبر تركتم لي لما رحلتم ... لي فؤاد متيم سائر حيث سرتم .
ثابت تحت حكم جرتم أو عدلتم ... فبحق الهوى المبرح إلا رحمتم .
أنا في كل حالة عبدكم إن رضيتم .
ومنه : .
يا دار هل تجدين وجد الشاكي ... أو تعطفين على بكار الباكي .
لا تنكري سقمي فما حكم البلى ... في مهجتي إلا لأجل بلاكي