قاضي القضاة الأمام العالم بدر الدين أبو عبد الله الكناني الحموي الشافعي ولد بحماة سنة تسع وثلثين وسمع سنة خمسين من شيخ الشيوخ الانصاري وبمصر من الرضى ابن البرهان والرشيد العطار واسمعيل بن عزون وعدة وبدمشق من ابن أبي اليسر وابن عبد وطايفة واجاز له عمر بن البراذعي والرشيد بن مسلمة وطايفة وحدث بالشاطبية عن ابن عبد الوارث صاحب الشاطبي وسمعتها عليه مع جماعة بمنزله بمصر مجاور الجامع الناصري واجاز لي في سنة ثمان وعشرين وسبع ماية وحدث بالكثير وتفرد في وقته وكان قوي المشاركة في علوم الحديث والفقه والأصول والتفسير خطيبا تام الشكل ذا تعبد واوراد وحج وله تصانيف درس وافتى واشغل نقل إلى خطابة القدس ثم طلبه الوزير ابن السلعوس فولاه قضاء مصر ورفع شأنه ثم حضر إلى الشام قاضيا وولي خطابة دمشق أيضا مع القضاء ثم طلب لقضاء مصر بعد ابن دقيق العيد وامتدت أيامه إلى أن شاخ واضر وثقل سمعه فعزل بقاضي القضاة جلال الدين القزويني سنة سبع وعشرين وسبع ماية وكثرت أمواله وباشر آخرا بلا معلوم على القضاء ولما رجع السلطان من الكرك صرفه وولي جمال الدين الزرعي فاستمر نحو السنة ثم أعيد قاضي القضاة بدر الدين وولي مناصب كبارا وكان يخطب من انشايه وصنف في علوم الحديث وفي الأحكام وله رسالة في الإسطرلاب أخبرني القاضي شمس الدين ابن الحافظ ناظر الجيش بصفد وطرابلس قال : كنت اقرأ عليه بدمشق وهو في بيت الخطابة رسالته في الإسطرلاب فقال لي يوما إذا جئت تقرأ في هذه فاكتمه فإن اليوم جاء إلى مغربي وقال يا مولانا قاضي القضاة رأيت اليوم واحدا يمشي في الجامع وفي كمه آلة الزندقة فقلت وما هي فقال الإسطرلاب أو كما قال وتوفي سنة ثلث وثلثين وسبع ماية في جمدي الأولى بمصر وتوفي أبوه بالقدس سنة خمس وسبعين وللقاضي بدر الدين نظم ومنه ما انشدنيه إجازة : .
يا لهف نفسي لو تدوم خطابتي ... بالجامع الأقصى وجامع جلق .
ما كان اهنى عيشنا والذه ... فيها وذاك طراز عمري لو بقي .
الدين فيه سالم من هفوة ... والرزق فوق كفاية المسترزق .
والناس كلهم صديق صاحب ... داع وطالب دعوة بترقق .
وأنشدني لنفسه أجازة : .
لما تمكن من فؤادي حبه ... عاتبت قلبي في هواه ولمته .
فرثى له طرفي وقال أنا الذي ... قد كنت في شرك الهوى أوقعته .
عاينت حسناً باهراً فاقتادني ... سراً إليه عند ما أبصرته .
وأنشدني لنفسه أجازة : .
أحن إلى زيارة حي ليلى ... وعهدي من زيارتها قريب .
وكنت أظن قرب العهد يطفى ... لهيب الشوق فأزداد اللهيب .
وأنشدني لنفسه أجازة : .
إذا ما قصدت طيبة شوقاً ... صار سهلاً لدي كل عسير .
وإذا ما ثنيت عزمي عنها ... فعسير علي كل يسير .
قلت : هو من قول القايل .
يا ليل ما جئتكم زايراً ... إلا وجدت الأرض تطوى لي .
ولا آنثنى عزمي عن بابكم ... إلا تعثرت باذيالي .
ابن معضاد محمد بن ابرهيم بن معضاد الشيخ .
من بيت توفي سنة سبع وثلثين وسبع ماية بمصر وسيأتي ذكر والده أن شاء الله تعالى في مكانه ولما توفي C تعالى قام أخوه عمر قال العلامة قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن على السبكي الشافعي : هم أهل بيت لا يتكلم فيهم أحد حتى يموت قبله واحد منهم .
ابن ابراهيم العامري الخطيب محمد بن ابرهيم القرشي العامري الخطيب النحوي .
من أهل شلب واصله من مدينة باجة أورد له ابن الآبار ما أمر أن يكتب على قبره .
لئن نفذ القدر السابق ... بموتي كما حكم الخالق .
فقد مات والدنا آدم ... ومات محمد الصادق .
ومات الملوك واشياعهم ... ولم يبق من جمعهم ناطق .
فقل للذي سره مهلكي ... تأهب فإنك بي لاحق .
قلت : في معنى هذا البيت الرابع قول الآخر .
تشفى بشيء لا يصيبك مثله ... وإلا فشيء أنت وارده فلا .
واورد ابن الأبار قول ابن خفاجة فيما كتبه على قبره : .
خليلي هل من وقفة بتألم ... على جدثي أو نظرة بترجم