وهو أخو حريز بن أحمد قيل أن أسم أبي دؤاد الفرج وقيل دعمي وقيل اسمه كنيته وسيأتي ترجمة أبيه في الأحمدين أن شاء الله تعالى ولي محمدا أمير المؤمنين المتوكل القضاء بعد أن فلج أبوه ومات في حيوة أبيه وكانت وفاته ببغداذ في ذي الحجة سنة تسع وثلثين وماتين ومات أبوه بعده بعشرين يوما وكان المتوكل قد عزله عن القضاء ومظالم العسكر سنة سبع وثلثين ووكل بضياعه وضياع أبيه ثم صولح على الفي ألف دينار وأشهد على ابن أبي دؤاد وابنه بشراء ضياعهما وأحدرا إلى بغداذ وقيل حمل ماية ألف وعشرين ألف دينار وجوهرا قيمته عشرون ألف دينار ثم صولح بعد ذلك على ستة عشر ألف درهم وكان أبوه أحمد ممن اشتهر بالسخاء وابنه أبو الوليد كان بخيلا وله في البخل أخبار ظريفة هي محفوظة عنه ولبعضهم فيه هجو وهو : .
إلى كم تجعل الأعراب طراً ... ذوي الأرحام منك بكل واد .
تضم على لصوصهم جناحاً ... لتثبت دعوة لك في أياد .
فاقسم أن رحمك في اياد ... كرحم بني أمية من زياد .
وقال آخر : .
عفت مساو تبدت منك واضحة ... عل محاسن بقاها ابوك لكا .
لئن تقدمت ابناء الكرام به ... لقد تقدم آباء اللئام بكا .
وقال أبو تمام يعاتبه : .
أترجو أن تعد كريم قوم ... وبابك لا يطيف به كريم .
كمن جعل الحضيض له مهاداً ... ويزعم أن أخوته النجوم .
العمراوي الراوية محمد بن أحمد بن سلمان أبو عمرو العمراوي الراوية .
هو القايل لعبيد الله بن يحيى بن خاقان في رواية محمد بن داود بن الجراح وغيره يرويه للزبير بن بكار .
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما ... نجح الأمور بقوة الأسباب .
فاليوم حاجتنا إليك وإنما ... يدعى الطبيب لساعة الأوصاب .
القاهر بالله محمد بن أحمد أمير المؤمنين القاهر بالله العباسي .
أبو منصور ابن أمير المؤمنين المعتضد بالله أبي العباس بويع بالخلافة سنة عشرين عند قتل المقتدر وخلعوه في جمدى الأولى سنة اثنتين وعشرين وسملت عيناه فسالتا وحبسوه مدة ثم اهملوه وأطلقوه فمات في جمدى الأولى سنة تسع وثلثين وثلث ماية وكان ربعة أسمر أصهب الشعر طويل الأنف وأمه أم ولد تسمى قتول لم تدرك خلافته ووزر له أبو علي ابن مقلة وهو بشيراز وخلفه عبيد الله ابن محمد الكلوذاني ثم أحمد بن الخصيب وكان حاجبه بليق ثم سلامة الطولوني ونقش خاتمه القاهر بالله المنتقم من أعداء الله لدين الله ولما بويع له يوم الخميس لليلتين بقيتا من شوال سنة عشرين وثلث ماية كان ذلك بمشورة مونس المظفر قال : هذا رجل قد سمى مرة للخلافة فهو أولى بها ممن لم يسم وكأنما سعى مونس في حتف نفسه لأنه أول من قتله القاهر وكان سن القاهر يوم بويع ثلثا وثلثين سنة وكانت خلافته سنة وستة أشهر وثمانية أيام ولما توفي ببغداذ دفن في دار محمد بن طاهر وكان يسعى بين الصفوف في الجمع ويقول : إيها الناس تصدقوا على من كان يتصدق عليكم تصدقوا على من كان خليفتكم ولما ولي الراضي أوقع القاهر في وهمه بما يلقيه من فلتات لسانه أن له بالقصر دفاين عظيمة من الأموال والجواهر فاحضره وقال : ألا تدلني على دفاينك ؟ قال : نعم بعد تمنع يسير وقال : أحفروا المكان الفلاني والمكان الفلاني وجعل يتبع الأماكن التي كان بناها أحسن بناء واصطفاها لنفسه حتى خربها كلها ولم يجدوا شيئا فقال : والله ما لي مال ولا كنت ممن يدخر الأموال فقالوا له : فلم تركتنا نحرب هذه الأماكن ؟ فقال : لأني كنت عملتها لا تمتع بها فحرمتموني إياها وأذهبتم نور عيني فلا أقل من أن أحرمكم التمتع بما عملته لي .
الجرجاني الوراق محمد بن أحمد أبو الحسن الجرجاني الوراق .
قال ابن المرزبان : كان يتشيع وله أشعار يمدح فيها الطالبيين ورأيته سنة تسع وثلث ماية أورد له قصيدة أولها : .
ألا خل عينيك اللجوجين تدمعا ... لمؤلم خطب قد ألم فاوجعا .
وليس عجيباً أن يدوم بكاهما ... وأن يمتري دمعيهما الوجد أجمعا .
منها : .
بكته سيوف الهند لما فقدنه ... وآضت جياد الخيل حسرى وظلعا .
وكان قديماً يرتع البيض في الطلى ... فأصبح للبيض المباتير مرتعا