شيخ المعتزلة الداعية إلى مذهبهم كان يدرس الأعتزال والحكمة فأضطره أهل السنة إلى أن لزم بيته قال صاحب المرآة خمسين سنة لا يتجاسر على الظهور ولم يكن عنده من الحديث سوى حديث واحد رواه عن شيخه أبي الحسين البصري المعتزلي ولم يرو غيره وهو قوله A إذا لم تستحي فأصنع ما شئت فكأنهما خوطبا بهذا الحديث لأنهما ما استحيا من بدعتهما كان القعنبي لم يسمع من شعبة غير هذا الحديث لأنه قدم البصرة فصادف مجلس شعبة قد أنقضى ومضى إلى منزله فوجد الباب مفتوحا وشعبة على البالوعة فهجم عليه من غير أذن وقال أنا غريب وقد قصدتك من بلد بعيد لتحدثني فأستعظم ذلك شعبة وقال دخلت منزلي بغير أذني وتكلمني وأنا على مثل هذه الحال حدثنا منصور عن ربعي بن حراش عن ابن مسعود Bه عن النبي A أنه قال إذا لم تستحي فأصنع ما شئت والله لا حدثتك غيره ولا حدثت قوما أنت منهم ! .
وحكي في هذه الواقعة غير هذا والحديث صحيح اتفق البخاري ومسلم على أخراجه ولفظ الصحيح : أن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى الحديث قال ابن عقيل : جرت مسألة بين أبي علي ابن الوليد وبين أبي يوسف القزويني في أباحة جماع الولدان في الجنة فقال ابن الوليد : لا يمتنع أن يجعل ذلك من جملة اللذات في الجنة لزوال المفسدة لأنه إنما منع منه في الدنيا لما فيه من قطع النسل وكونه محلا للأذى وليس في الجنة ذلك ولهذا أبيح شرب الخمر لما أمن فيه السكر وغايلة العربدة وزوال العقل فلذلك لم يمنع من الألتذاذ بها فقال أبو يوسف : الميل إلى الذكور عاهة وهو قبيح في نفسه لأنه محل لم يخلق للوطىء ولهذا لم يبح في شريعة بخلاف الخمر وهو مخرج الحدث والجنة منزهة عن العاهات فقال ابن الوليد : العاهة هي التلويث بالأذى وإذا لم يكن أذى لم يبق إلا مجرد الألتذاذ وسئل أبو الفضل بن ناصر عن الرواية فقال لا تحل كان داعية إلى الأعتزال وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وأربع ماية ومن شعره : .
أيا رئيساً بالمعالي أرتدي ... وأستخدم العيوق والفرقدا .
مالي لا أجري على مقتضي ... مودة طال عليها المدى .
أن غبت لم أطلب وهذا سلي ... من بن داود نبي الهدى .
تفقد الطير على ملكه ... فقال مالي لا أرى الهدهدا .
قال ابن النجار : قرأت في كتاب التاريخ لأبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني وذكر وفاة أبي علي قال : ولم نعرف في أعمارنا مثل ورعه وقناعته ولما توفي أبوه خلف مالا جما فتورع من أخذ سهمه وقال لم أتحقق أنه أخذ سهمه وقال لم أتحقق أنه أخذ حراما قط ولكني أعافه ولما كبر وافتقر جعل ينقض داره ويبيع منها خشبة يتقوت بثمنها وداره هذه كانت من حسان الدور حتى أن الملك أبا طاهر صعد في بعض الأيام على السطح لدار المملكة فقال لغلمانه ألحقوا نهر الدجاج فقد وقع بها الحريق فمضوا وعادوا فأخبروه أن الذي لاح له رأوه دار ابن الوليد وبها سدلي مذهب والشمس تلمع على ذهبه فيظن من شاهده أنه نار وكان لباسه الخشن من القطن صيفا وشتاء محمد بن أحمد بن محمد بن اسمعيل أبو طاهر ابن أبي الصقر اللحمي الأنباري الخطيب له مشيخة توفي سنة ست وسبعين وأربع ماية .
المحاملي أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القسم .
أبو الفضل ابن العلامة أبي الحسن المحاملي الفقيه الشافعي توفي سنة سبع وسبعين وأربع ماية وسوف يأتي ذكر ولده أبي طاهر يحيى في مكانه محمد بن أحمد بن ابرهيم بن سلة أبو الطيب الأصبهاني توفي سنة سبع وسبعين وأربع ماية .
ابن الحداد الأندلسي الشاعر محمد بن أحمد بن عثمان أبو عبد الله القيسي الأندلسي .
ابن الحداد الشاعر المشهور ولقبه مازن له ديوان كبير ومؤلف في العروض اختص بالمعتصم ابن صمادح توفي في عشر الثمانين والأربع ماية تقريبا ومن شعره قوله : .
بعيشكما ذات اليمين فأنني ... أراح لشم الروح من عقداتها .
فقد عبقت رمح النعامي كأنما ... سلام سليمى راح من نفحاتها .
وتيماء للقلب المتيم منزل ... فعوجا بتسليم على سلماتها .
مشاعر تهيام وكعبة فتنة ... فؤادي من حجاجها ودعاتها