أبو عبد الله ابن مندة محمد بن اسحق بن محمد بن مندة أبو عبد الله الأصفهاني أحد الحفاظ المكثرين والمحدثين الجوالين من بيت الحديث والفضل صنف التاريخ والشيوخ قال كتبت عن ألف شيخ قال الحافظ جعفر بن محمد : ما رأيت أحفظ من أبي عبد الله بن مندة سألته كم يكون سماع الشيخ فقال يكون خمسة آلاف صن والصن بكسر الصاد السلة المطبقة قال الشيخ شمس الدين : بقي ابن مندة في الرحلة نيفا وثلثين سنة وأقام بما وراء النهر زماناً وسمع بإصبهان وخراسان والعراق والحجاز ومصر والشام وبخارا قال أبو عبد الله ابن أبي ذهل : سمعته يقول لا يخرج الصحيح إلا من يترك أو يكذب وكتب عن ابن الأعرابي بمكة ألف جزء وعن خيثمة بطرابلس ألف جزء وعن العباس بن الأصم بنيسابور ألف جزء وعن الهيثم بن كليب ببخارا ألف جزء قاله عبد الرحمن ولده وقال : سمعت أبي يقول كتبت عن ألف وسبع ماية شيخ وكان الحافظ أبو نعيم كثير الحط على ابن مندة لمكا المعتقد وأختلافهما في المذهب قال في تاريخه : أنه أختلط في آخر عمره فحدث عن أبي أسيد وعبد الله ابن أخي أبي زرعة وابن الجارود بعد أن سمع منه أن له عنهم أجازة وتخبط في اماليه ونسب إلى جماعة أقوالاً في المعتقدات لم يعرفوا بها نسأل الله الستر والسلامة قال الشيخ شمس الدين : لو سمعنا كلام الأقران بعضهم في بعض لأتسع الخرق قلت : هذا هو الأنصاف فقد سمعت أنا وغير واحد غير مرة من الشيخ أثير الدين الطعن البالغ والأزراء التام على الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد وهو شيء خلاف الأجماع لصورة كانت بينهما توفي سنة ست وتسعين وثلث ماية وسيأتي ذكر .
ابن غرس النعمة محمد ابن اسحق بن محمد بن هلال الصائي .
من ولد غرس النعمة صاحب التاريخ ولد سنة أحدى وثمانين وأربع ماية وولي ديوان الزمام للمقتدى وله ترسل وكلام فصيح وهو من بيت الرياسة والفضل والكتابة كان ثقة وتوفي ببغداذ في شوال سنة ثلث وستين وخمس ماية وسيأتي ذكر حفيده محمد بن اسحق أيضاً .
أبو العنبس محمد بن اسحق بن ابرهيم ابن أبي العنبس أبو العنبس الصيمري .
أحد الأدباء الظرفاء كان خبيث اللسان هاجي أكثر شعراء زمانه وله كتب ملاح نادم المتوكل وله مع البحتري خبر مشهور وقال يهجو ابرهيم بن المدبر : .
أسل الذي عطف الموا ... كب بالأعنة نحو بابك .
وأذل موقفي العزي ... ز على وقوف في رحابك .
وأراك نفسك مالكاً ... ما لم يكن لك في حسابك .
أن لا يطيل تجرعي ... غصص المنية من حجابك .
وقال : .
كم مريض قد عاش من بعد يأس ... بعد موت الطبيب والعواد .
قد يصاد القطا فينجو سليماً ... ويحل البلاء بالصياد .
قال الخطيب : مات سنة خمس وسبعين وماتين وحمل إلى الكوفة فدفن بها قال محمد بن اسحق النديم في الفهرست : كان الصيمري من أهل الفكاهات أصله من الكوفة وكان قاضي الصيمرة وكان مع استعماله للهزل شريفاً عارفاً بالنجوم وله فيه كتاب يمدحه المنجمون وأدخله المتوكل في ندمايه وخص به وكان يقول قوام الأنسان بتسع دالات : دار ودينار ودرهم ودقيق ودابة ودبس ودن ودسم ودعوة وله من الكتب : تأخير المعرفة العاشق والمعشوق الرد على المنجمين الطبلبنب كرزابلا طوال اللحى الرد على المتطببين عنقاء مغرب الراحة ومنافع القيادة فضايل حلق الرأس هندسة العقل الأحاديث الشاذة فضايل الرق الرد على ميخائيل الصيدناني في الكيمياء عجايب البحر مساوى العوام وأخبار السفلة الأغتام فضل السلم على الدرجة الفاس بن الحايك الدولتين في تفضيل الخلافتين تذكية العقل السحاقات والبغائين الخضخضة في جلد عميرة أخبار أبي فرعون كندر بن جحدر تفسير الرؤيا الثقلاء نوادر القواد دعوة العامة الأخوان والأصدقاء كني الدواب أحكام النجوم المدخل إلى صناعة التنجيم صاحب الزمان الحلقتين استغاثة الجمل على ربه فضل السرم على الفهم ولما أنشد البحتري قصيدته للمتوكل وهي : .
عن أي ثغر تبتسم ... وبأي طرف تحتكم