لا تيأسن وإن طالت مطالبة ... إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا .
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا .
أبصر لرجلك قبل الخطو موقعها ... فمن علا زلقا عن غرة زلجا .
ولا يغرنك صفو أنت شاربه ... فربما صار بالتكدير ممتزجا .
ومن شعره : .
ويل لمن لم يرحم الله ... ومن تكون النار مثواه .
كأنه قد قيل في مجلس ... قد كنت آتيه واغشاه .
من طال في الدنيا به عمره ... وعاش فالموت قصاراه .
صار البشيري إلى ربه ... يرحمنا الله وإياه .
توفي المذكور .
محمد بن بشير قال صاحب الأغاني : هو من بني رياش من خثعم شاعر ظريف متقلل لم يفارق البصرة ولا وفد إلى خليفة ولا شريف منتجعا بشعره وكان ماجنا خبيثا هجاء كان من بخلاء الناس له في داره بستان قدره أربع طوابيق فغرس فيه أصل رمان وفسيلة لطيفة وزرع حواليه بقلا فأقبلت شاة لجاره منيع فأكلت البقل ومضغت الخوص ودخلت إلى بيته فأكلت قراطيس فيها شعره وأشياء من سماعاته فقال : .
لي بستان أنيق زاهر ... ناضر الحضرة ريان يرف .
راسخ الأعراق ريان الثرى ... غدق تربته ليست تجف .
لمجاري الماء فيه سنن ... كيف ما صرفته فيه انصرف .
صابر ليس يبالي كثرة ... جز بالمنجل أو منه نتف .
لا ترى للكف فيه أثراً ... فيه بل ينمى على لمس الأكف .
فترى الأطباق لا تمهله ... صادرات واردات تختلف .
أقحوان وبهار مؤنق ... وسو ذلك من لك الطرف .
اعفه يا رب من واحدة ... ثم لا احفل أنواع التلف .
اكفه شاة منيع وحدها ... يوم لا يصبح في البيت علف .
ترهج الطرق على مجتازها ... بتدانى المشي والخطو القطف .
في يديها طرف من مشيها ... خلقة القوس وفي الرجل حنف .
فإذا ما سعلت واحدة ... جاوب المبعر منها فعصف .
ذات قرن وهي حماء الا ... ان ذا الوصف لوصف مختلف .
لا ترى تيساً عليها مقدماً ... رميت من كل تيس بالصلف .
ليتها قد اقلبت في جفنة ... من دقيق وعجين مخترف .
وتلقت شفرة من أهله ... قدر الأصبع شيئاً أو اشف .
فتناهت بين أضعاف المعا ... وتبوت بين أثناء الشغف .
اورمتها قرحة زادت لها ... ذوباناً كل يوم ونحف .
كل يوم فيه يدنو يومها ... أو ترى واردة حوض الدنف .
فغدت ميتة قد اعقبت ... بطنة من بعد ادمان الهتف .
فتراها بينهم مسحوبة ... تخرق الترب بجنب منحرف .
فإذا صاروا إلى المأوى بها ... اعملوا الآجر فيها والخزف .
ثم قالوا ذا جزاء للتي ... تأكل البستان منا والصحف .
لا تلوموني فلو أبصرت ذا ... كله فيها إذا لم انتصف .
وهذه القصيدة طويلة اختصرتها وجرى يوما بينه وبين يوسف بن جعفر بن سليمان على النبيذ كلام فعربد يوسف عليه وشجه فقال ابن بشير : .
لا تجلساً مع يوسف في مجلس ... ابداً ولم تحمل دم الأخوين .
ريحانه بدم الشجاج ملطخ ... وتحية الندمان لطم العين .
ومن شعره : .
تخطى النفوس مع العيا ... ن وقد تصيب مع المظنة .
كم من مضيق في الفضا ... ء ومخرج بين الأسنة .
وكان يصف نفسه بالحفظ والذكاء والاستغناء عن تدوين شىء يسمعه حتى قال : .
إذا ما غدا الطلاب للعلم ما لهم ... من الحظ إلا ما يدون في الكتب .
غدوت بتشمير وجد عليهم ... ومحبرتي أذني ودفترها قلبي .
بدر الدين ابن بصخان محمد بن بصخان الشيخ الإمام المقرئ المجود النحوي بدر الدين اسمه محمد بن أحمد تقدم في مكانه فليطلب هناك