الطبيب المغربي محمد بنت تمليج كان رجلا ذا وقار وسكينة ومعرفة بالطب والنحو واللغة والشعر والرواية وخدم الناصر بصناعة الطب وكان المقيم برياسته أحمد بن الياس وولاه الناصر خطبة الرد وقضاء شرونة وله في الطب تأليف حسن الأشكال وادرك صدرا من دولة الحكم المستنصر بالله وكان حظيا عنده وخدمه بصناعة الطب وولاه النظر في بنيان الزيادة من قبلي الجامع بقرطبة فكملت بحث أشرافه وأمانته قال القاضي صاعد : ورأيت اسمه مكتوبا بالذهب وقطع الفسيفساء على حايط المحراب بها وأن ذلك كمل على يديه عن أمر الخليفة الحكم سنة ثمان وخمسين وثلث ماية .
ابن تميم .
محمد بن تميم المغربي محمد بن تميم أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال : كان المذكور بتونس لما دخلتها أنشدنا له أبو الزهر قال أنشدنا له أبو الزهر قال أنشدنا يرثي الأديب أبا الطيب محمد بن أبي الطيب الأريولي : .
مات أبو الطيب وا ويلتاه ... مات الندى والجود والمكرمات .
ولو نعوا قايله قيل قد ... مات الخنا والفسق والمكرمات .
وأنشدنا له وذكر أنه لا يزاد عليها : .
يا رب ارض أصبحت روضة ... فجاء ذئب فخرا فيها .
وأصبحت ميتة بعده ... سبعون شاة وخرافيها .
قال الشيخ أثير الدين : فزاد ابن زنون : .
وصاحب قطع لي جبة ... فلم أجد في بلخ رافيها .
قال أثير الدين : قوله وخرافيها لا يصح أن يكون الخراف بفتح الخاء جمعاً لخروف فإنه بكسر الخاء كقلوص وقلاص وأنشدني قال أنشدنا أبو يحيى ابن هريمة لمحمد بن تميم وقد قرب رمضان والناس يشترون الصبحيات بسوق الزجاج : .
بسوق الزجاج جرت عبرتي ... فوليت عنه بقلب قريح .
لتبديل كأس بصبحية ... وابريق راح بقنديل ريح .
كاتب الدرج باليمن محمد بن تميم شرف الدين أبو عبد الله الاسكندري نزيل اليمن أحد كتاب درج الملك المؤيد نقلت من خط الشيخ تاج الدين اليمنى : نشأ المذكور في بلاد المعبر من بلاد الهند وكان كاتب درج الملك الرحيم تقي الدين عبد الرحمن بن محمد السواملي الطيبي ثم لما مات مخدومه وفد إلى الملك المؤيد واستكتبه وكان ذا نظم بديع ولفظ صنيع وله أنشاء حسن وعمل مقامات وكان يعرف بالمقاماتي وحاولته عن أن أرى تلك المقامات وكان يجيب ما هي مقامات بل قمامات اجتمعت به في عدن سنة ثلث وسبع ماية وأنشدني قصيدة يمدح بها عز الدين عبد العزيز بن منصور الحلبي عرف بالكويكي وقد جاء إلى عدن بمال عظيم لم ير مثله وأول القصيدة : .
اتذكر ليلى عهدنا المتقدما ... أم البين انساها عهوداً على الحمى .
وأيامنا اللاتي على الخيف قد مضت ... بمجلس أنس بالمسرة تمما .
وكنت وإياه يوما على باب البحر بثغر عدن فمر خادم هندي بديع الصورة فقال لي انظم في هذا بيتين فنظمت بديها : .
بأبي ظبي من الهند حكى ... لحظه الهندي في أفعاله .
جوهري الثغر يدعى جوهرا ... واراه الفرد في أمثاله .
فعجب من سرعة البديهة فقال لكنني احكي لك حكاية اتفقت لي في بلاد الهند اقترح على بعض التجار الرعنى اقتراحاً فيه قبح وذلك أنه كان له خادم هندي يسمى جوهرا وكان مغرما به فقال لي تستطيع أن تنظم أبياتا مضمونها أن فعلى لذلك الحال موجب لنفاسة هذا العلق ومتى فعلت اعطيتك عشرين عينا فأنشدت أبياتاً من غير روية وهي : .
أقول للخل عداك الردى ... أني أنا الماس فلا تعتجب .
في أصلى الحدة اسطو بها ... على أصم الجوهر المنتسب .
والجوهر الشفاف ما لم يكن ... يثقبه الثاقب لم ينتسب .
فلى على الجوهر فضل إذا ... صيرته بين الورى منثقب .
وكان مولعاً بأكل البرشعثا أكثر أوقاته غايب الذهن منها وكرهه السلطان لذلك مات سنة خمس عشرة وسبع ماية وله موشحات بديعة .
أبو المعالي البرمكي اللغوي محمد بن تميم أبو المعالي البرمكي اللغوي له كتاب المنتهى في اللغة منقول من كتاب صحاح الجوهري وزاد فيه أشياء قليلة واغرب في ترتيبه وكان هو والجوهري متعاصرين لأن صاحب الصحاح فرغ منه سنة ست وتسعين وثلث ماية وذكر البرمكي أنه صنفه سنة سبع وتسعين وثلث ماية .
ابن ثابت