قل للعذول أطلت لست بسامع ... بين السلو وبين قلبي مرحله .
لا أنتهي عن حب من أحببته ... ما دام قلبي والهوى في منزله .
ظبي تنبأ بالجمال على الورى ... يا ليت شعري صدغه من أرسله .
قد حل في قلبي وكل جوانحي ... فدمي له في حبه من حلله .
وحياة ناظره وعامل قده ... روحي بعارض خده متململه .
هب أنني متجنن في حبه ... فعذاره في خده من سلسله .
ومنه أيضاً : .
إذا رفع العود تكبيرة ... ونادى على الراح داعي الفرح .
رأيت سجودي لها دايماً ... ولكن عقيب ركوع القدح .
قلت : تجاوز هنا في استعارة الركوع للقدح لأن الركوع إنما يليق استعارته بالإبريق كما قال ابن مكنسة الاسكندرية : .
إبريقنا عاكف على قدح ... كأنه الأم ترضع الولدا .
أو عابد من بني المجوس إذا ... توهم الكأس شعلة سجدا .
ومن شعر الدنيسري : .
كلفت بالمعسول من ريقه ... وهمت بالعسال من قده .
بدر إذا أبصرته مقبلاً ... أبصرت بدر التم في سعده .
يجرح قلبي لحظه مثل ما ... يجرحه لحظي في خده .
قلت لعذالي على حبه ... والقلب موثوق على وجده .
من يده في الما إلى زنده ... يعرف حر لماء من برده .
ومنه أيضاً : .
ولقد سألت وصاله فأجابني ... عنه الجمال إشارة عن قايل .
في نون حاجبه وعين جفونه ... مع ميم مبسمه جواب السايل .
قلت : شعر جيد .
لحية الليف محمد بن العباس البغدادي المؤدب سمع وروى وثقة الخطيب وكان يلقب بلحية الليف توفي في شهر ربيع الأول سنة تسعين وماتين .
قاضي دمشق الجمحي محمد بن العباس بن محمد بن عمرو الجمحي القاضي أصله من البصرة وسكن دمشق بعد التسعين وماتين وكان ورعاً صالحاً فاضلاً عفيفاً جاءه ابن زنبور الوزير ومعه كيغلغ فجلسا فقال له الوزير : الأمير كيغلغ جاء في حكونة يشتهي أن تقضى على اختلاف العلماء فغمض عينيه وقال والله لا أفتحهما وأنتما جالسان ! .
فما فتحهما حتى قاما من مجلسه توفي بدمشق سنة سبع وتسعين ماتين وبقي البلد يعني دمشق شاغراً من قاض أياماً حتى وليه أبو زرعه محمد بن عثمان .
شمس الدين بن اللبودي الطبيب محمد بن عبدان بن عبد الواحد الطبيب العلامة البارع شمس الدين ابن اللبودي الدمشقي قال فيه ابن أبي أصبيعة أفضل أهل زمانه في العلوم الحكمية والطب سافر إلى العجم واشتغل على النجيب أسعد الهمذاني وكان له ذكاء مفرط وحرص بالغ وله مجلس الأشغال خدم الظاهر غازي بحلب ثم قدم بعد موته إلى دمشق توفي سنة إحدى وعشرين وست ماية وله من العمر إحدى وخمسون سنة وله من التصانيف الرأي المعتبر في معرفة القاضاء والقدر شرح الملخص للإمام فخر الدين رسالة في وجع المفاصل شرح فصول بقراط شرح مسايل حنين بن إسحق وهو والد الصاحب نجم الدين ابن اللبودي .
ابن عبدك الحنفي أبو محمد بن عبدك لبصري الحنفي إمام كبير صنف شرح الجامعين وغير ذلك وأقرأ المذهب ودرس وتوفي سنة سبع وأربعين وثلث ماية .
قاضي مصر العباداني محمد بن عبدة بن حرب أبو عبد الله البصري العباداني قاضي مصر قال البرقاني : هو من المتروكين ورماه ابن عدي بالكذب توفي سنة ثلث عشرة وثلث ماية .
العبدي النسابة محمد بن عبدة بن سليمان بن حاجب العبدي يأتي في محمد بن عبد الرحمن إن شاء الله تعالى .
الكاتب المغربي محمد بن عبد ربه أبو عمرو الكاتب سكن مالقة وكتب لواليها المعروف بالمنتظر ثم ولي عمالة حيان سنة أربع وست ماية من شعره ويروي لبعض الأمراء : .
بين الرياض وبين الجو معترك ... بيض من البرق أو سمر من السمر .
إن أوترت قوسها كف السماء رمت ... نبلاً من المزن في صاف من الغدر .
فاعجب لحرب سجال لم تثر ضرراً ... نفع المحارب فيها غاية الظفر .
فتح الشقايق جرحاها ومغنمها ... وشي الربيع وقتلاها من الثمر .
لأجل هذا إذا هبت طلايعها ... تدرع النهر واهتزت قنا الشجر