وشهد عليه مجد الدين التونسي وخطيب الزنجيلية ومحيي الدين ابن الفارغي والشيخ أبو بكر ابن مشرف بما أبيح به دمع وجن هذا أبو بكر أياماً ثم عقل وحكي عنه التهاون بالصلاة وذكر النبي A باسمه من غير تعظيم ولا صلاة عليه حتى يقول : ومن محمد هذا ؟ فحكم القاضي جمال الدين الزواوي المالكي بإراقة دمه فاختفى وسافر إلى العراق وسعى أخوه بجاه بيبرس العلائي إلى القاضي الحنبلي فشهد نحو العشرين بأن الستة بينهم وبينه عداوة فعصم الحنبلي دمه فغضب المالكي وجدد الحكم بقتله وجاء بعد مدة ونزل بالقابون على باب دمشق ولم يزل مختفياً إلى أن مات وله ستون سنة قيل إنه قال : إن الرسل طولت على الأمم الطرق إلى الله وتوفي سنة أربع وعشرين وسبع ماية .
شرف الدين الأرمنتي محمد بن عبد الرحيم بن علي القاضي شرف الدين الأرمنتي قال القاضي كمال الدين جعفر الأدفوي : كان فقيهاً ذا ورع ونزاهة ومكارم تولى الحكم بقنائم ارتحل إلى مصر وتولى الحكم بإطفيح ثم بمنية بني خصيب وأبيار وفوة ودمياط والفيوم وسيوط قال : وكان شيخنا قاضي القاضة بدر الدين ابن جماعى يرعاه ويكرمه لما اتصف به من النزاهة ولا يأكل لأحد شيئاً مطلقاً سواء كان من أهل ولايته أو غيرهم غير أنه كان يقف مع هز نفسه ويحب التعظيم وأن يقال عنه رجل صالح وإذا فهم من أحد أنه لا يعتقده يحقد عليه ويقصد ضرره ويرى أنه إذا عزل عن ولاية لا يتولى أصغر منها ويعالج الفقر الشديد وعزله قاضي القضاة جلال الدين القزويني من سيوط ثم عرض عليه دونها فلم يوافق مع شدة ضرورته واستمر بطالاً يعالج الضرورة إلى أن توفي بمصر سنة ثلث وثلثين وسبع ماية فيما يغلب على الظن وكان يحفظ التنبيه حفظاً متقناً معرباً وكان قليل النقل والفهم وله في الحكم حرمة وقوة جنان .
ابن عبد الرزاق .
الواعظ الساوي محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله بن اسحق أبو لمناقب الواعظ الأعرج الساوي كان بها قاضياً شافعي المذهب فطلب الجاه عند خواص السلطان مسعود والخدم فتمذهب لأبي حميفة وكان واعظاً مليح الوعظ فصيح العبارة وكان يضاهي العبادي في بعض أساليبه عقد في بغداد بجامع القصر مجلس الوعظ وظهر له القبول التام ومدح المستنجد بقصيدة أولها : .
من الله ما يسقي الرياض غمام ... عليك أمير المؤمنين سلام .
ومن شعره قوله : .
تنبه لنوم الدهر قبل انتباهه ... فقد نام عنا البرد وانتبه الورد .
ولا تدعن الأنس يوماً إلى غد فإنك لا تدري بما ذا غداً يغدو .
ومنه أيضاً : .
ألا خلياً خلا شهدت وغابا ... ونافست في رعي الذمام وحابى .
وواربني حتى تحقق أنني ... سكنت إليه خانني وأرابا .
وماحض نصحي محين راقت مشاربي ... فلما بدا شوب الحوادث شابا .
أنقب ظهر الأرض ناشد صادق ... صديق فهل من منشد فيشابا .
فماء إخاء الأكثرين وجدته ... بقيعة تطلاب الوفاء سرابا .
قلت : شعر متوسط وتوفي سنة إحدى وستين وخمس ماية بالموصل .
شمس الدين الرسعني محمد بن عبد لرزاق بن رزق الله ابن أبي بكر العدل العالم شمس الدين الرسعني المحدث الحنبلي نزيل دمشق كان شيخاً أبيض مليح الشكل ولد في بضع عشرة وسمع من ابن روزبه وبن بهروز وابن القبيطي وجماعة ببغداد ومن كريمة وغيرها بدمشق وأم بالمسجد الكبير بالرماحين وكان له شعر وسافر إلى مصر في شهادة ولما عاد دخل الشريعة يسقي فرسه فغرق ولم يظهر له خبر وذلك سنة تسع وثمانين وست ماية وكان يمدح الصاحب شمس الدين ابن السلعوس قبل وزارته كتب إليه بهاء الدين ابن الأرزني : .
أحن إلى تلك السجايا وإن نأت ... حنين أخي ذكرى حبيب ومنزل .
وأهدي إليها من سلامي مشاكلاً ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل .
فأجابه شمس الدين المذكور : .
على فترة جاء الكتاب معطراً ... بمسك سحيق لا بريا القرنفل .
وأذكرني ليلات وصل تصرمت ... بدار حبيب لا بدارة جلجل .
شكوت إلى صبري اشتياقاً فقال لي ... ترفق ولا تهلك أسى وتجمل .
فقلت له إني عليك معول ... وهل عند رسم دارس من معول .
ومن شعره :