ولا ألم بغير الخيرين ذوي ال ... حديث أهل التقى والفضل والأدب .
أعلاهم الحافظ المزي وقدوتنا ... شيخ الحديث الإمام الحافظ الذهبي .
فالله ينفعنا طراً بهم وبمن ... لقيت من منتم للعلم منتسب .
وقد شرحت ووفيت الحديث بما ... سألته شاكراً تسحين ظنك بي .
لا زال علمك منثوراً وذكرك مش ... هوراً وقدرك مرفوعاً على الرتب .
وكتب إلي يطلب عارية شيء من التذكرة التي جمعتها : .
يا من إذا أهديت شكري له ... لم أخش في ذلك من عاذل .
أعدت للدنيا فنون العلى ... إعادة الحلى إلى العاطل .
ظهرت في الفضل على أهله ... كمظهر الحق على الباطل .
قد جاءك المملوك في حاجة ... ليس لها غيرك من كافل .
رسايل الفاضل مسؤلة ... فجد بها فضلاً على السايل .
وما تعدى رجل يبتغي ... فضايل الفضل من الفاضل .
ابن عبد القوى .
المقدسي النحوي الحنبلي محمد بن عبد القوي بن بدران الإمام المفتي النحوي شمس الدين أبو عبد الله المقدسي المرداوي الحنبلي ولد بمردا سنة ثلاثين وقدم إلى الصالحية وتفقه على الشيخ شمس الدين وغيره وبرع في العربية واللغة واشغل ودرس وأفتى وصنف وكان حسن الديانة دمث الأخلاق ولي تدريس الصاحبية وكان يحضر دار الحديث ويشغل بها وبالجبل وسمع من خطيب مردا ومحمد بن عبد الهادي وعثمان ابن خطيب القرافة ومظفر ابن الشيرجي وإبراهيم ابن خليل وابن عساكر تاج الدين وله قصيدة دالية في الفقه وحكايات ونوادر قرأ النحو على الشيخ جمال الدين ابن مالك وغيره وأخذ عنه القاضيان شمس الدين ابن مسلم وجمال الدين ابن جملة وتوفي سنة تسع وتسعين وست ماية .
ابن عبد الكريم .
الشهرستاني المتكلم محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح ابن أبي القاسم الشهرستاني المتكلم على مذهب الأشعري كان إماماً مبرزاً فقيهاً متكلماً تفقه على أبي نصر القشيري وغيره وبرع في الفقه وقرأ الكلام على أبي القسم الأنصاري وتفرد به وصنف نهاية الإقدام في علم الكلام والملل والنحل والمناهج وكتاب المضارعة وتلخيص الأقسام لمذاهب الأنام وكان كثير المحفوظ حسن المحاورة يعظ الناس دخل بغداد سنة عشر وخمس ماية وأقام بها ثلث سنين وظهر له قبول كثير عند العوام وسمع من علي ابن المديني بنيسابور وغيره وكتب عنه الحافظ أبو سعد السمعاني وكانت ولادته بشهرستان سنة تسع وسبعين وأربع ماية ذكره السمعاني في الذيل وتوفي سنة ثمان وأربعين وخمس ماية قال أبو محمد محمود بن محمد بن عباس بن أرسلان الخوارزمي في تاريخ خوارزم بعد كلام طويل في الغض منه : سئل يوماً في محلة ببغداد عن موسى صلوات الله عليه فقال : التفت موسى يميناً ويساراً فما رأى من يأنس به صاحباً ولا جاراً فآنس من جانب الطور ناراً خرجنا نبتغي مكة حجاجاً وعماراً فلما بلغ الحيرة حادي جملي حارا فصادفنا بها ديراً ورهباناً وخماراً قال : وقد حضرت عدة مجالس من وعظه فلم يكن فيها قال الله ولا قال رسول الله ولا جواب عن المسايل الشرعية والله أعلم بحاله .
سديد الدولة ابن الأنباري الكاتب محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم بن رفاعة سديد الدولة الشيباني المعروف بابن الأنباري كاتب الإنشاء بالديوان العزيز أقام بديوان الإنشاء خمسين سنة وناب في الوزارة ونفذ رسولاً إلى ملوك الشام وبينه وبين الحريري صاحب المقامات رسايل مدونة عاش نيفاً وثمانين سنة سمع وروى كان رايق الخط واللفظ مدحه العزي والأرجاني والقيسراني وتوفي سنة ثمان وخمسين وخمس ماية وذكر أبو بكر ابن عبيد الله بن علي المارستاني أنه سمع من أبي عبد الله أحمد بن محمد الحناط الدمشقي ومؤيد الدين الطغرائي ديواني شعرهما وأنه قرأهما عليه ذكر ذلك محب الدين ابن النجار في ذيله وقد تقدم ذكر ولده محمد ومن شعر سديد الدولة : .
يا قلب إلام لا يفيد النصح ... دع مزحك كم هوى جناه المزح .
ما جارحة منك خلاها جرح ... ما تشعر بالخمار حتى تصحو