ويا غريم الأسى الخصم الألد هوىً ... رفقاً علي فجسمي في هواك بلي .
أخذت قلبي رهناً يوم كاظمةٍ ... على بقايا دعاوٍ للهوى قبلي .
ورمت مني كفيلاً بالأسى عبثاً ... وأنت تعلم أني بالغرام ملي .
وقد قضى حاكم التبريح مجتهداً ... علي بالوجد حتى ينقضي أجلي .
لذا قذفت شهود الدمع فيك عسى ... أن الوصال بجرح الجفن يثبت لي .
لا تسطون بعسال القوام على ... ضعفي فما آفتي إلا من الأسل .
هددتني بالقلى حسبي الجوى وكفى ... أنا الغريق فما خوفي من البلل .
توفي تاج الدين سنة تسع وستين وست مائة .
ومن شعر تاج الدين ابن شقير : .
أما الوفاء فشيءٌ ليس يتفق ... من بعد ما خنت يا قلبي بمن أثق .
أغراك طرفي بما أغراك من فتنٍ ... حتى سبتك القدود الهيف والحدق .
وقد تشاركتما في فتح باب هوىً ... سدت على سلوتي من دونه الطرق .
سعيتما في دمي بغياً فنالكما ... لفرط بغيكما التبريح والأرق .
حتام لا ترعوي يا قلب ذب كمداً ... فحسبك المزعجان الشوق والقلق .
تبيت صباً كئيباً نهب جند هوىً ... لا قاتلي بك طول الدهر تعتلق .
طوراً بنجدٍ وأحياناً بكاظمةٍ ... وتارةً لك تبدو بالحمى علق .
وكل يوم تعنيني إلى أملٍ ... من دونه المرهفات البيض تمتشق .
أبكي لكي تنطفي من أدمعي حرقي ... وكلما فاض دمعي زادت الحرق .
وكنت أشكو ولي صبرٌ ولي رمقٌ ... فكيف حالي ولا صبرٌ ولا رمق .
ومنه أيضاً : .
أقسمت برشق المقلة النباله ... قلبي وبلين القامة العساله .
ما ألبسني حلة سقمٍ وضنىً ... يا هند سوى جفونك الغزاله .
ومنه : .
وغزالٍ سبى فؤادي منه ... ناظرٌ راشقٌ وقدٌ رشيق .
ريقه رائق السلافة والث ... غر حبابٌ وخده الراووق .
حل صدغيه ثم قال لي افرق ... بين هذين قلت فرقٌ دقيق .
ومنه : .
واحيرة القمرين منه إذا بدا ... وإذا انثنى يا خجلة الأغصان .
كتب الجمال ويا له ما كاتبٍ ... سطرين في خديه بالريحان .
وكان تاج الدين يلقب بالهدهد فأعطاه الملك الناصر ضيعة على نهر ثورا فحسده جماعة وسعوا على إخراجها من يده فكتب إلى الملك الناصر : .
ما قدر داري في البناء فسعيهم ... في هدمها قد زاد في مقدارها .
هب أنها إيوان كسرى رفعةً ... أوما بجودك كان أصل قرارها .
فاكتب بأني لا أعارض كاتبٌ ... عصبٌ يضن علي في إنكارها .
فالنص جاء عن النبي محمد الهادي : أقروا الطير في أوكارها .
ابن هامل المحدث محمد بن عبد المنعم بن عمار بن هامل شمس الدين أبو عبد الله الحراني .
سمع الزبيدي وابن اللتي والإربلي والهمذاني وابن رواحة والسخاوي والقطيعي وعمر بن كرم وابن رواج وجماعة بديار مصر وعني بالحديث عناية كثيرة وكتب الكثير وتعب وحصل روى عنه ابن الخباز والدمياطي وابن أبي الفتح وابن العطار .
توفي في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وست مائة ووقف أجزاءه بالضيائية وكان شيخ الحديث بالعالمية .
شهاب الدين ابن الخيمي محمد بن عبد المنعم بن محمد شهاب الدين ابن الخيمي الأنصاري اليمني الأصل المصري الدار الشاعر .
حدث بجامع الترمذي عن علي بن البناء المكي وأجاز له ابن سكينة وغيره وعلت سنه وحدث بكثير من مروياته روى عنه الدمياطي في معجمه وسمع منه قطب الدين ابن منير وفخر الدين ابن الظاهري وكان هو المقدم على شعراء عصره مع المشاركة في كثير من العلوم وكان يعاني الخدم الديوانية وباشر وقف مدرسة الشافعي ومشهد الحسين وفيه أمانة ومعرفة وكان معروفاً بالأجوبة المسكتة ولم يعرف منه غضب .
عاش اثنتين وثمانين سنة أو أكثر وتوفي بالقاهرة سنة خمس وثمانين وست مائة .
وروى أيضاً عن عتيق بن باقا وابن عبد الله بن البناء . واتفق أن نجم الدين ابن اسرائيل الشاعر حج فرأى ورقة ملقاة فيها القصيدة التي لابن الخيمي المشهورة البائية فادعاها