كان آية في الحفظ للغة أملى فيها ثلاثين ألف ورقة من حفظه .
قال الخطيب : سمعت غير واحد يحكى أن الأشراف والكتاب وأهل الأدب كانوا يحضرون عند أبي عمر الزاهد ليسمعوا منه وكان له جزء جمع فيه فضائل معاوية Bه فلا يقرئهم شيئاًً حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء وكان جميع شيوخنا يوثقونه في الحديث . وله غريب الحديث صنفه على مسند أحمد وله كتاب الياقوتة وله فائت الفصيح وشرح الفصيح والموضح والساعات ويوم وليلة والمستحسن والعشرات والشورى والبيوع وتفسير أسماء الشعراء والقبائل والنوادر وفائت العين والمداخل وكتاب على المداخل والتفاحة والمكنون والملتزم وما أنكرته الأعراب على أبي عبيد فيما رواه وصنفه .
وأكثر ما نقل أبو محمد ابن السيد البطليوسي في المثلث عنه . وروى عنه أبو الحسن محمد بن رزقويه وأبو علي ابن شاذان وغيرهما وكان لسعة علمه وروايته يكذبه أهل زمانه قال ابن خلكان وغيره : قصده جماعة للأخذ عنه فتذاكروا عند قنطرة هناك إكثاره وأنه يكذب فقال أحدهم : أنا أصحف له اسم هذه القنطرة وأسأله عنها فقال له : ما الهرطنق عند العرب ؟ قال : كذا وكذا فتضاحكوا سراً وتركوه شهراً ثم تركوا شخصاً آخر سأله عن اللفظة بعينها فقال : أليس سئلت عن هذه اللفظة مذ مدة كذا وأجبت عنها كذا وكذا ؟ وقلد معز الدولة الشرطة لشخص اسمه خواجا وكان أبو عمر يملي كتاب الياقوتة فقال : اكتبوا ياقوتة خواجا الخواج في أصل كلام العرب الجوع وفرع على هذا باباً وأملاه فعجبوا لذلك وتتبعوه فوجدوه كما قال .
توفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة وقيل سنة خمس وأربعين .
ابن عبد الولي .
أمين الدين الحنبلي محمد بن عبد الولي ابن أبي محمد خولان الإمام الفقيه المقرئ المحدث أمين الدين أبو عبد الله البعلي الحنبلي التاجر .
ولد سنة أربع وأربعين وست مائة وتوفي في شعبان سنة إحدى وسبع مائة سمع من الشيخ الفقيه اليونيني وابن عبد الدايم وجماعة وقرأ ونظر في علوم الحديث .
قال الشيخ شمس الدين : سمعت منه ببعلبك وبالمدينة وبتبوك وكان من خيار الناس وعلمائهم وألف كتاباً سماه العمدة القوية في اللغة التركية .
ابن عبد الوهاب .
القناد محمد بن عبد الوهاب الكوفي القناد الرجل الصالح .
روى عنه الترمذي والنسائي وابن ماجة . توفي سنة اثنتي عشرة ومائتين .
حمك محمد بن عبد الوهاب بن حبيب الفقيه ابو أحمد العبدي النيسابوري الفراء الأديب أخذ الأدب عن الأصمعي وابن الأعرابي وأبي عبيد والحديث عن أحمد وابن المديني والفقه عن أبيه وعلي بن عثام وكان فيما قال فيه الحاكم يفتي في هذه العلوم .
روى عنه النسائي ومسلم وقال : ثقة وقال ابن ماكولا وغيره : لقبه حمك بالحاء المهملة والميم والكاف . وتوفي سنة اثنتين وسبعين ومائة .
الجبائي أبو علي محمد بن عبد الوهاب بن سلام ابو علي الجبائي شيخ المعتزلة .
كان رأساً في الكلام أخذ عن أبي يعقوب بن عبد الله البصري الشحام وله مقالات مشهورة وتصانيف أخذ عنه ابنه أبو هاشم عبد السلام والشيخ أبو الحسن الأشعري كان الجبائي زوج أمه ثم أعرض عنه الأشعري لما ظهر له فساد مذهبه وتاب منه على ما يذكر في ترجمته إن شاء الله تعالى .
عاش الجبائي ثمانياً وستين سنة وتوفي سنة ثلاث وثلاث مائة . قال الجبائي : الحديث لابن حنبل والفقه لأصحاب أبي حنيفة والكلام للمعتزلة والكذب للرافضة .
والجبائي له طائفة من المعتزلة يعتقدون مقالاته يعرفون بالجبائية وكذلك ابنه أبو هاشم تعرف طائفته بالبهشمية وهما من معتزلة البصرة انفردوا عن أصحابهما بمسائل وانفرد كل منهما عن الآخر بمسائل هي مذكورة في كتب الكلام . وسيأتي ذكر ولده عبد السلام بن محمد في مكانه من حرف العين .
أبو علي الزاهد الواعظ محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب أبو علي الثقفي النيسابوري الزاهد الواعظ الفقيه من ولد الحجاج ين يوسف .
كان إماماً في أكثر علم الشرع مقدماً في كل فن عطل أكثر علومه واشتغل بالتصوف ومع علومه خالف ابن خزيمة في مسائل منها مسأله التوفيق والخذلان ومسألة الإيمان ومسألة اللفظ بالقرآن فألزم البيت ولم يخرج منه حتى مات سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة