كان يقول : يا من باع كل شيء بلا شيء واشترى لا شيء بكل شيء أف من أشغال الدنيا إذا أقبلت وأف من حسراتها إذا أدبرت العاقل لا يركن إلى شيء إذا أقبل كان شغلاً وإذا أدبر كان حسرة . وقال : ترك الرياء للرياء أقبح من الرياء .
شمس الدين الحنبلي محمد بن عبد الوهاب بن منصور العلامة شمس الدين أبو عبد الله الحراني الحنبلي .
كان إماماً بارعاً أصولياً من كبار أئمة الفقه والأصول والخلاف تفقه على القاضي نجم الدين راجح الحنبلي ثم الشافعي والشيخ مجد الدين ابن تيمية وناظره مرات وقدم دمشق فقرأ الأصول والعربية على الشيخ علم الدين القاسم ودخل مصر ولازم دروس الشيخ عز الدين ابن عبد السلام وناب في القضاء عن تاج الدين ابن بنت الأعز فلما جعلت القضاة أربعة ناب في القضاء عن الشيخ شمس الدين ابن العماد ثم قدم دمشق وانتصب للإفادة .
وكان حسن العبارة طويل النفس في البحث أعاد بالجوزية مدة وناب في إمامة محراب الحنابلة ثم ابتلي بالفالج وبطل نصفه الأيسر وثقل لسانه حتى لا يفهم منه إلا اليسير بقي كذلك اربعة أشهر ومات في سنة خمس وسبعين وست مائة وكان من أذكياء الناس .
روى عن ابن اللتي والموفق عبد اللطيف بن يوسف وجماعة ومات في عشر السبعين روى عنه ابن أبي الفتح وابن العطار وكان يقرأ تائية ابن الفارض ويبكي ويشرحها ودفن بمقابر باب الصغير .
أندشني الإمام العلامة شهاب الدين محمود قال : أنشدني المذكور لنفسه لغزاً في شبابة : .
منقبةٌ مهما خلت مع محبها ... يزودها لثماً ويسعها شزرا .
وتصحيفها في كف من شئت فلتقل ... إذا شئت في اليمنى وإن شئت في اليسرى .
وأنشدني له أيضاً مما قرأته عليه من لفظي : .
طار قلبي يوم ساروا فرقا ... وسواءً فاض دمعي أو رقا .
حار في سقمي من بعدهم ... كل من في الحي داوى أو رقى .
بعدهم لا طل وادي المنحنى ... وكذا بان الحمى لا أورقا .
نقلت من خط الحافظ اليغموري قال : أنشدني شمس الدين ابو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن منصور بن معالي الدهان الحراني لنفسه وقد كلفه محبوبه أن يجمع بينه وبين محبوب له فلم يقدر على ذلك فهجره فكتب إليه : .
صددت عني صدود قالٍ ... وجرت في الغيب والشهاده .
جرمي وذنبي إليك إني ... قدت فما تمت القياده .
ناصر الدين الإسكندراني محمد بن عبد الوهاب بن عطية الفقيه المحدث ناصر الدين الإسكندراني . قال الشيخ شمس الدين : صحبته بالثغر وسمعت قراءته على الغرافي وكان قارئ الحديث عنده بالأبزارية ويؤم بمسجدٍ وكان ديناً عاقلاً مليح الخط ولد في حدود الستين وست مائة وتوفي سنة اثنتي عشرة وسبع مائة .
ابن السديد الإسنائي قاضي قوص محمد بن عبد الوهاب بن علي القاضي جمال الدين ابن السديد الإسنائي .
نشأ في رئاسة وسعادة وحشم وخدم واشتغل بالعلم وقرأ الفقه على الشيخ هبة الله القفطي وأجازه بالفتوى وتوجه إلى القاهرة وسمع من الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد والحافظ شرف الدين الدمياطي وقاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة وقرأ على الشيخ أثير الدين أبي الحيان في النحو الفصول وعلى شمس الدين محمد بن يوسف الخطيب الجزري الأصول وأجازه بالفتوى وأجازه الشيخ فخر الدين عثمان ابن بنت أبي سعد وتعدل وجلس بالقاهرة وقوص وتولى العقود واستنابه زين الدين إسماعيل السفطي في الحكم بأرمنت وتولى الخطابة بإسنا وتولى الحكم بقمولا وقنا وقفط واصفون ثم تولى النيابة بقوص ثم إن قاضي القضاة جلال الدين قسم عمل قوص بينه وبين شهاب الدين أحمد بن عبد الرحيم بن حرمي القمولي فتولى جمال الدين القوص والبر الشرقي وذاك في البر الغربي وتزوج ببنت ابن حرمي للائتلاف وأقبل جمال الدين على المتجر بحملته واستمال ابن حرمي الوالي بالهدايا فاتفق أن وقع غلاء في قوص سنة خمس وثلاثين وسبع مائة وكان عند جمال الدين تقدير ألفي إردب وخمس مائة إردب فقال الوالي : بع بالسعر المعروف فأراد التأخير في غلاء الأسعار فكتب الوالي إلى السلطان فبرز المرسوم بالحوطة عليه وإحضاره وصرف عن القضاء ثم إن جمال الدين تولى النيابة خارج باب النصر بالقاهرة بعد سنتين وشهرين مدة لطيفة فلما تولى قاضي القضاة عز الدين ابن جماعة لم يوله