فقال بعض الشعراء في ذلك وقد دفنوا رأسه في مسجد الرأس داخل باب الفراديس : .
أين غازٍ غزا وجاهد قوماً ... أثخنوا في العراق والمشرقين .
ظاهراً غالباً ومات شهيداً ... بعد صبرٍ عليهم عامين .
لم يشنه أن طيف بالرأس منه ... فله أسوة برأس الحسين .
وافق السبط في الشهادة والحمل لقد حاز أجره مرتين .
ثم واروا في مشهد الرأس ذاك ... الرأس فاستعجبوا من الحالين .
وارتجوا انه يجيء لدى البعث رفيق الحسين في الجنتين .
ابن غالب .
التمتام البصري محمد بن غالب بن حرب أبو حفص الضبي البصري التمتام نزيل بغداد .
كان حافظاً مكثراً ثقة روى عنه جعفر بن البحتري وإسماعيل الصفار وخلق قال الدارقطني : ثقة مأمون إلا انه كان يخطئ .
مات في شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين ومائتين .
المعداني الكاتب محمد بن غالب الأصبهاني الكاتب يكنى أبا عبد الله .
مترسل بليغ اتصل بعبيد الله بن سليمان وتقرب إلى ابنه القاسم بالنصب وله في ذلك أشعار وهو القائل : .
ثمن المعروف شكر ... ويد الإنعام ذخر .
وبقاء الذكر في الأحياء للأموات عمر .
وله في عبيد الله بن يحيى : .
أبا حسنٍ شكر الرجال هو الذخر ... إذا أنفد المال الحوادث والدهر .
فسل بأمور الدهر مني ابن حنكةٍ ... تعاقبه من دهره الحلو والمر .
باشر بالحضرة ديوان الرسائل ثلاثين سنة إلى أيام المكتفي لأنه ورد على المعتز كتاب من ملك الروم عجز كتاب الحضرة عن جوابه فأجاب عنه فقدمه وترشح للوزارة فاحتال عليه القاسم بن عبيد الله حتى أخرجه إلى أصبهان وكتب إلى المسمعي بإهلاكه فأحضره مائدته واكل عنده كوامخ وسمكاً مالحاً ثم أدخله بيتاً وأغلقه فمات عطشاً فقال يخاطب المسمعي : .
أبا صالحٍ أنت من صالح ... بحيث السويداء والناظران .
فلا تستهن بكفاة الرجال ... فإن الرجال كنوز الزمان .
ملكت فأسجح وزع بالزمام ... وخف ما يدور به الدائران .
لأنك في زمنٍ دهره ... كيومٍ ودولته ساعتان .
الرصافي الشاعر محمد بن غالب أبو عبد الله الأندلسي الرصافي رصافة بلنسية نزيل مالقة .
كان يعيش بالرفو وكان شاعر زمانه شعره مدون ينافس فيه لم يتزوج وهو متعفف روى عنه أبو علي ابن كسرى المالقي وأبو الحسين ابن جبير .
توفي سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة .
من شعره من جملة قصيدة : .
لو جئت نار الهدى جانب الطور ... قبست ما شئت من علمٍ ومن نور .
من كل زهراء لم ترفع ذوائبها ... ليلاً لسارٍ ولم تشبب لمقزور .
نور طوى الله زند الكون منه على ... سقطٍ إلى زمن المهدي مدخور .
ومنه أيضاً : .
مرأى عليه اجتماع للنفوس كما ... تشبثت بلذيذ العيش أجفان .
للعين والقلب في إقباله أمل ... كأنه للشباب الغض ريعان .
ومنه وقد قتل إنسان يدعى يوسف : .
يا وردةً جادت بها يد متحفي ... فهمى لها دمعي وهاج تأسفي .
حمراء عاطرة النسيم كأنها ... من خد مقتبل الشبيبة مترف .
عرضت تذكرني دماً من صاحب ... شربت به الدنيا سلافة قرقف .
فلثمتها شغفاً وقلت لعبرتي ... هي ما تمج الأرض من دم يوسف .
ومنه قوله ممن البيات التي قالها في الحائك وأولها : .
غزيلٌ لم تزل في الغزل جائلةً ... بنانه جولان الفكر في الغزل .
جذلان تلعب بالمحواك أنمله ... على السدى لعب الأيام بالدول .
ما عن تعب الأطراف مشتغلاً ... أقديه من تعب الأطراف مشتغل .
جرياً بكفيه أو فحصاً بأرجله ... تخبط الظبي في أشراك محتبل .
ومنه وهو بديع في نهر عليه ظل : .
ومهدل الشطين تحسب أنه ... متسيلٌ من درةٍ لصفائه .
فاءت عليه مع العشية سرحةٌ ... صدئت لفيئتها صحيفة مائه .
فتراه أزرق في غلالة حمرةٍ ... كالدارع استلقى لظل لوائه .
وأورد ابن الأبار في هذا المعنى للخطيب أبي القاسم ابن معوية :